ينذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن التمويل الخاص بعملياته لتوفير الغذاء المنقذ للحياة لقرابة 6 ملايين سوري في طريقه إلى النفاد. وسوف يضطر البرنامج إلى تقليص حجم الحصص الغذائية للشهر المقبل في سورية، أما في الدول المجاورة سيتم خفض عدد اللاجئين الذين يحصلون على مساعدات غذائية أو قسائم. وقال مهند هادي، منسق عملية الطوارئ الإقليمية للأزمة السورية التابع لبرنامج الأغذية العالمي: "لقد بلغنا نقطة حاسمة فيما يتعلق باستجابتنا الإنسانية في سورية وفي دول الجوار، وما لم ننجح في تأمين تمويل هائل خلال الأيام القليلة المقبلة، أخشى أنه لن يكون هناك خيار آخر سوى تقليص حجم عملياتنا". في لبنان وبداية من أكتوبر سيتمّ تخفيض قيمة القسيمة الإلكترونية الشهرية من 30 دولار أميركي إلى 20 دولار أميركيللشخص الواحد كما سيتم وقف الطرود الغذائية للوافدين الجدد والقسائم التي تقدم للاجئين الفلسطينيين. وقال أشرف وهو لاجئ سوري معاق: "إذا توقفت المساعدات الغذائية، سيكون الأمر كارثياُ!" واستطرد قائلا: "لا يمكنني العمل في لبنان كما اعتدت أن أعمل في سورية لتوفير الطعام لعائلتي. ماذا سأفعل؟ أتسول لإطعام أسرتي؟! " عالية، من حمص، تعتمد على "البطاقة الإلكترونية" لشراء المواد الغذائية في المتاجر اللبنانية المحلية لأسرتها المكونة من خمسة أفراد. وأضافت: "بدون البطاقة الزرقاء الإلكترونية، لا أعرف ماذا سأفعل"، "لا أريد أن أفكر في ذلك. سيكون الأمر صعب جدا بالنسبة لنا، وربما مستحيلا." في سورية، وبداية من أكتوبر سيستمر برنامج الأغذية العالمي في توفير الغذاء لأكثر من 4 ملايين شخص ولكن سيقلل حجم الطرود الغذائية، وبهذا يوفر أقل من 60 في المئة من القيمة الغذائية المطلوبة في حالات الطوارئ خلال أكتوبر، التي ستقل أكثر من ذلك خلال نوفمبر ولن يكون لدى برنامج الأغذية العالمي أي تمويل لعملياته في سورية خلال شهر ديسمبر. في تركيا، مشروع القسائم الإلكترونية الشهري الذي ينفذه برنامج الأغذية العالمي لتقديم المساعدات الغذائية إلى 220,000 لاجئ سوري يعيشون في المخيمات لم يتبقى من تمويله سوى 12 بالمئة فقط وهناك نحو 170,000 شخص قد لن يحصلوا على مساعدات في شهر أكتوبر القادم. في الأردن، سيتم تخفيض المساعدات الشهرية التي تقدم إلى حوالي 440,000 لاجئ يعيشون في البلدات والقرى من 34 دولار إلى 16 دولار، ولكن سيستمر تقديم الدعم للمخيمات. في مصر وبداية من شهر أكتوبر لن يحصل على مساعدات سوى الأشد احتياجاً، وسيتم خفض عدد المستفيدين إلى أكثر من النصف من 100,000 إلى 43,000 شخص. كما سيتم خفض قيمة القسائم الغذائية من 30 دولار أميركي إلى 15 دولار أميركي في الشهر. في العراق وبداية من شهر من أكتوبر سيتم خفض قيمة القسائم الغذائية التي تقدم إلى 70,000 شخص من اللاجئين في مخيم دوميز من 31 دولار أميركيإلى 25 دولار أميركي، بينما سيستمر الدعم إلى 33 ألفاً من المستفيدين من المساعدات الغذائية في المخيمات الأخرى. وقد تم بالفعل وقف مشروع التغذية المدرسية الذي يستفيد منه نحو 12,000 طفل. يعتمد برنامج الأغذية العالمي في تمويله بالكامل على التبرعات من الحكومات والقطاع العام والمنظمات الأخرى والأفراد. وأقر هادي بأن هناك عمليات طوارئ أخرى حازت اهتمام المانحين مما أدى إلى إنهاك ميزانيات المساعدات الانسانية. وقال إنه في سورية لا تزال الاحتياجات مرتفعة وأن المجتمع الدولي قد أحرز تقدماً في الأسابيع الأخيرة من حيث الوصول للعديد من الأشخاص في المناطق التي يصعب الوصول إليها. وتحتاج عمليات برنامج الأغذية العالمي الخاصة بالأزمة السورية ككل إلى 352 مليون دولار أمريكي حتى نهاية هذا العام، بما في ذلك 95 مليون دولار أميركي للعمليات داخل سورية و257 مليون دولار أميركي لدعم اللاجئين في الدول المجاورة.