تكتسب المفاوضات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي زخماً غداً، من خلال مشاركة وزراء الخارجية في محاولة لتسوية خلافات جوهرية تعرقل التوصل إلى اتفاق، قبل أيام من انتهاء المهلة المحددة لذلك آخر الشهر. وأبدى مسؤول أميركي تفاؤلاً حذراً بإمكان التوصل إلى اتفاق «جيد جداً» قبل آخر الشهر، وإن لم يستبعد تمديد المهلة أياماً. لكن معلومات أفادت بأن واشنطن أبلغت طهران بأن إبرام اتفاق يتطلّب إجابة الأخيرة عن «أبعاد عسكرية محتملة» لبرنامجها النووي. (للمزيد) تزامن ذلك مع تحذير نواب أميركيين إدارة الرئيس باراك أوباما من تجاوز «خطوط حمر» وضعتها الولاياتالمتحدة، وإبرام اتفاق «ضعيف» مع إيران. كما نبّه ساسة أميركيون مخضرمون، بينهم مستشارون سابقون لأوباما، الأخير من مغبة التوقيع على اتفاق «سيء» يمنح طهران مزيداً من التنازلات في مسألة تفتيش مواقعها العسكرية ورفع العقوبات المفروضة عليها. وبعد يوم على تصريحات متشددة لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، وضعها وزير الخارجية الأميركي جون كيري في إطار «الاستهلاك السياسي المحلي»، جدّدت واشنطن التلويح بالخيار العسكري، إذ سرّبت صحيفة «بوليتيكو» تقريراً عن «الخطة ب» في حال فشل المفاوضات، أفاد بقنبلة نوعية تزن 15 طناً تسقطها مقاتلات من طراز «ستيلث ب2»، اختُبِرت في صحراء نيو مكسيكو وهي قادرة على اختراق عمق البنية النووية الإيرانية، بما في ذلك منشأة فردو المحصنة في جبل قرب مدينة قم. وسيشارك وزراء خارجية إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) في جهود المرحلة الأخيرة من أجل التوصل إلى اتفاق، مع إعلان طهرانوواشنطن وباريس أن وزراء الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والأميركي جون كيري والفرنسي لوران فابيوس سيصلون إلى فيينا غداً. ونبّه كيري إلى أنه «لن يكون هناك اتفاق، إذا لم تعالج إيران المسائل العالقة التي كنا واضحين جداً في شأنها». وبعد ضجة أثارتها تصريحات للوزير الأميركي أفادت بأن واشنطن «لا تركّز» على نشاطات نووية إيرانية سابقة قد تكون ذات «أبعاد عسكرية»، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين غربيين وإيرانيين، أن كيري اتصل بظريف مرتين وأبلغه أن «الماضي مهم، وتصرّ الولاياتالمتحدة على تسوية قضية الأبعاد العسكرية المحتملة في المفاوضات» كما قال مسؤول غربي. وأشار مسؤول إيراني إلى أن كيري «صحّح موقفه»، وأبلغ ظريف أنه «أُسيء فهمه وأن النشاطات السابقة مهمة ويجب توضيحها». وتحدث مسؤول بارز في الخارجية الأميركية عن «قضايا صعبة»، مستدركاً: «يمكننا أن نرى طريقاً للمضي قدماً يوصلنا إلى اتفاق جيد جداً. أنا متفائل، ولكن ما زال غير واضح هل سنتمكن من التوصل إلى اتفاق». وأشار إلى أن المهلة النهائية قد «تُمدّد» أياماً، لافتاً إلى أن ممثلي إيران والدول الست يعتزمون البقاء في فيينا «حتى التوصل إلى نتيجة، أو التأكد من أننا عاجزون عن ذلك. لكننا نتوقع إنجاز مهمتنا». واستدرك: «ما يهم هو جوهر الاتفاق». إلى ذلك، ذكر سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن نص الاتفاق النووي «جاهز بنسبة 90 في المئة تقريباً».