تمسك النجرانيون بأكلاتهم الشعبية التي يكثر تناولها خلال شهر رمضان المبارك على رغم تنوع أصناف الأطعمة الحديثة، إذ تتصدر «الرقش» و«الوفد» و«المرق» المائدة الرمضانية في منطقة نجران، وتجد إقبالاً كبيراً من أفراد العائلة بمختلف فئاتهم العمرية. ويتكون «الرقش» من قطع صغيرة من خبز البر تتراكم في «المدهن»، وهو ماعون حجري مجوف تشتهر به المنطقة، ثم يُرش الخبز بمرق اللحم حتى يتشبع به، ليوضع اللحم في الأعلى، ويغلق بغطاء المدهن الزاهي الذي يتم اشتغاله بحرفية عالية من سعف النخيل وتغليفه بجلديات ملونة. وأضاف البعض في الآونة الأخيرة زيادة في مقادير «الرقش»، مثل وضع السلطات مع اللحم، أو طبخ الخضراوات إلى جانب اللحم، أو إضافة قطع من البيض المسلوق وغيرها، إلا أن الشكل الأساسي في التكوين ما زال بالشكل المعروف نفسه. ولا يمكن أن يذكر المطبخ النجراني، إلا و«الوفد والمرق» في مقدم مأكولاته على مائدة الطعام، إذ يقدم هذا الطبق هو الآخر في المناسبات الخاصة، وعلى مأدبة الضيف، وفي مقدم الأكلات الرمضانية أيضاً. ويحضّر طبق «الوفد والمرق» بخبز البر «النضاج» سواءً على صاج الفرن أم صاج النار والجمر، ثم يهرس ويدق قليلاً بأية أداة مثل: يد النجر، وبعدها يتم تكويره باليد حتى يصبح كرة ملمومة ومتماسكة، ويوضع في ماعون خاص به، وبجانبه المرق في ماعون «القدح» الذي يصنع من شجر «الحمض» ويحفر من الداخل ويزين مقبضه في جدائل جلدية، إلى جانب «الوفد والمرق»، يوضع قطع من اللحم في طبق آخر، فيؤكل باقتطاع لقمة من الخبز يتم حفرها بالإصبع، ويغرف بها المرق، ليتم بعد التهامها أكل قطعة من اللحم. ويقول حسن اليامي: «كل البيوت النجرانية تحرص على وجود وجبة الرقش على مائدة الافطار لأنه من الأكلات الشعبية التراثية التي لها طابع ونكهة خاصة في سفرة رمضان، واختلفت عن السابق في أشياء وإضافات بسيطة، مثل وضع البطاطس المقلية والبيض المسلوق والفلفل». وفي الأسواق النجرانية، لم تزل المواعين الشعبية التي يوضع فيها الرقش أو الوفد والمرق، تحتل أرقاماً عالية في المبيعات، لحرص المجتمع على اقتنائها خلال الشهر الفضيل لوضع المأكولات الشعبية في أوانيها الشعبية الخاصة.