اعترضت القوات البحرية الإسرائيلية في وقت مبكر من صباح اليوم (الإثنين) سفينة مشاركة في "أسطول الحرية 3" المتجه إلى قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار المفروض عليه، وأجبرتها على التوجه إلى مرفأ "أسدود" جنوب إسرائيل. و"أسطول الحرية 3" يضم أربع سفن تنقل ناشطين مؤيدين للفلسطينيين منهم الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي ونائب عربي في البرلمان الإسرائيلي ويهدف أساساً إلى الوصول إلى غزة لإلقاء الضوء على الحصار الذي تفرضه إسرائيل عليها منذ سنوات. وتأتي هذه المحاولة بعد خمس سنوات على قافلة "أسطول الحرية" الشهير الذي اعترضته إسرائيل ما أدى إلى مقتل عشرة ناشطين أتراك. وغيرت ثلاث سفن مسارها عائدة أدراجها فيما صعدت القوات الإسرائيلية إلى السفينة الرابعة "ماريان دي غوتنبرغ" ورافقتها إلى مرفأ "أسدود". ونددت حركة "حماس" باعتراض إسرائيل السفينة، معتبرة أن ذلك يمثل "جريمة". وقال الناطق باسم "حماس" سامي أبو زهري، إن "اختطاف الاحتلال المتضامنين من على احدى سفن أسطول الحرية 3 ومنع السفينة من الوصول إلى غزة انتهاك للقانون الدولي، ويمثل صورة السلوك الإسرائيلي". ودعا أبو زهري الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمجتمع الدولي "للخروج عن صمتهم وتحمل مسؤولياتهم تجاه هذه الجريمة"، معتبراً أن "رسالة أسطول الحرية وصلت ونجحت في فضح جريمة الحصار وتعرية الاحتلال المجرم أمام شعوب العالم". وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالعملية، مؤكداً على حق حكومته بالتحرك ضد حركة "حماس" في قطاع غزة. وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان، أنه "عملاً بالقانون الدولي طلبت البحرية الإسرائيلية مراراً من السفينة تبديل وجهتها وبعد رفضها اعترضت البحرية السفينة وفتشتها في المياه الدولية لمنعها من كسر الحصار البحري عن قطاع غزة". وتابع البيان أن "القوات أفادت بأنه لم يكن هناك ضرورة للجوء إلى القوة، والعملية تمت بهدوء"، مشيراً إلى أن القوات الإسرائيلية "ترافق السفينة حالياً إلى ميناء أسدود ومن المتوقع وصولها خلال 12 إلى 24 ساعة". وأكدت ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي أن السفينة التي تم اعتراضها هي السفينة السويدية "ماريان دي غوتنبرغ" التي تشارك مع ثلاث سفن أخرى في "أسطول الحرية 3" الذي انطلق الجمعة من جزيرة "كريت" اليونانية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة. وتنقل السفن الأربع حوالى 70 شخصاً، بينهم الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي والنائب العربي في البرلمان الإسرائيلي باسل غطاس ونائب أوروبي وأحد على الأقل. وأشار بيان باسم "السفينة الكندية إلى غزة"، أصدره ناشطون قبل أن يسيطر الجيش الإسرائيلي على "ماريان دي غوتنبرغ"، إلى أن السفن الثلاث الأخرى غيرت وجهتها و"هي في طريقها إلى موانئها الأساسية". وتابع البيان "ندعو مجدداً حكومة إسرائيل لرفع الحصار عن غزة، ووجهتنا تبقى ضمير الإنسانية". أما نتانياهو فاعتبر أن "هذا الأسطول ليس سوى إثبات على الخبث والأكاذيب التي لا تؤدي سوى إلى مساعدة منظمة حماس التي تتجاهل كل الفظاعات في منطقتنا". وتابع أن "منع الدخول عبر البحر جرى وفقاً للقانون الدولي كما حصل على دعم لجنة تابعة للأمين العام للأمم المتحدة". أما وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون فاعتبر أن الأسطول "ليس إنسانياً ولم يهدف إلى مساعدة أحد"، مشيراً إلى أن "المشاركين كانوا يهدفون إلى مواصلة حملة سحب الشرعية عن إسرائيل". والحصار البري والبحري والجوي الذي فرض في حزيران (يونيو) 2006 بعد خطف جندي إسرائيلي، تم تشديده في حزيران 2007 إثر سيطرة "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس) على قطاع غزة. ووصلت سفن عدة إلى قطاع غزة قبل أيار (مايو) 2010، حيث قتل عشرة ناشطين أتراك على متن سفينة "مافي مرمرة" خلال مداهمة القوات الإسرائيلية لسفن "أسطول الحرية" الست. ومنذ ذلك الحين حاولت سفن عدة لناشطين مناصرين للفلسطينيين كسر الحصار عن قطاع غزة إلا أن البحرية الإسرائيلية منعتها. وشنت إسرائيل في الصيف الماضي حرباً دامية على قطاع غزة، استمرت 50 يوماً وخلفت أكثر من 2200 قتيل فلسطيني غالبيتهم من المدنيين و73 قتيلاً في الجانب الإسرائيلي معظمهم من الجنود. وقطاع غزة المحاصر منذ سنوات لم تبدأ فيه حتى الآن عملية إعادة إعمار آلاف المنازل إثر الدمار الذي تكبده جراء الحرب الإسرائيلية الصيف الماضي.