تشهد السعودية قريبا انطلاق أول أكاديمية للفنون، إذ أعلن المدير التنفيذي لمركز أحمد باديب للدراسات والاستشارات الإعلامية (مركزنا) الدكتور زيد الفضيل عن تأسيس أول أكاديمية سعودية للفنون، موضحاً أنها تشمل قسماً للمسرح وفروعاً أخرى للفنون تشمل تخصصات احترافية. ودعا الفضيل، مساء الجمعة الماضي، في أثناء حفلة ختام دورة أحمد السباعي للعلوم المسرحية، والتي أقيمت بمسرح الكورال بأبحر الشمالية، جميع الفرق المسرحية في المملكة إلى الاستفادة من إمكانات وتجهيزات مسرح الكورال التابع ل«مركزنا»، وأضاف قائلاً: انبثقت فكرة اهتمام «مركزنا» بتنظيم أول دورة متخصصة في علوم المسرح، بالتعاون مع عمادة شؤون الطلاب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة للإشراف الفني عبر لجنة خاصة بالمسرح، وتكليف المدير الأسبق لفرع الجمعية السعودية للثقافة والفنون بجدة عبدالله باحطّاب ومدير إدارة الأندية الطلابية بجامعة الملك عبدالعزيز، وبمشاركة الفنان خالد الحربي، على تولي الإشراف الفني على الدورة المتخصصة المنهجية. وأوضح أن «مركزنا» تكفل بنفقات الدورة، وسهل مشاركة المتخصصين للقيام بتدريب الملتحقين بالدورة، إذ أكملوا نحو 350 ساعة تدريبية، درسوا خلالها نحو 160 ساعة منهجية، لمواد متنوعة في علوم الدراما والمسرح، مثمناً جهود رئيس الهيئة العليا في «مركزنا» المستشار أحمد باديب وإيمانه بالمسرح في بناء المجتمع، الأمر الذي دفعه لتأسيس هذا المسرح المتطور «مسرح الكورال» ليكون فريداً في شكله ومضمونه وعطائه. وفي اختتام حفلة التخرج عرضت «حدث في مكة» من تأليف الدكتور سامي الجمعان وإخراج زكريا المومني. وتستلهم المسرحية أحداثها من مشروع الأديب الراحل أحمد السباعي الذي يعود إلى العام 1961، ويتمثل في إنشاء فرقة مسرحية على أرض مكةالمكرمة باسم «دار قريش للتمثيل القصصي»، في زمن لم يكن فيه المسرح قد أصبح ثقافة شعبية، ولم يتم بعد تداوله بين أفراد المجتمع، بل كان الاقتراب منه محل شك وريبة، وبدأ العرض بالحماسة التي كان عليها السباعي في مشروعه وكيف أنه اشترى قطعة أرض بنى عليها مسرحه، وكيف أسّس فرقة واستقطب مخرجاً من مصر، إلا أنه اصطدم بواقع مغاير لا يتسق مع طموحه وأهدافه السامية، فبدأ المغرضون بترصد خطواته والإساءة إليه من أجل إسقاط مشروعه، فحاول أن يستمر بافتتاح عرضه الأول «فتح مكة» إلا أن مسرحه أُغلق في ليلة الافتتاح وسقط المشروع برمته. وأشار مؤلف المسرحية سامي الجمعان في المسرحية إلى مواقف مشابهة، لما حدث مع السباعي في بعض الدول العربية، مثل أحمد خليل القباني في سوريا، وغيرها في العراق ولبنان ومصر.