اتخذت القوات العراقية امس إجراءات أمنية «وقائية» أدت إلى شل الحركة في بغداد، بعد اغلاق معظم الشوارع والجسور الرابطة بين جانبي الكرخ والرصافة، فضلا عن منع السير واغلاق عدد من الأحياء الجنوبية والغربية والشمالية في العاصمة. وفوجئ الأهالي صباح امس بفرض القوات الامنية اجراءات، ومنعهم من التوجه الى اعمالهم، وسط إشاعات عن تمرد او انقلاب عسكري، فضلا عن هجوم مسلح كبير محتمل يشبه التفجيرات الدامية التي شهدتها بغداد قبل شهور. ونفت الحكومة امس ان تكون الاجراءات الاحترازية تحسباً لتمرد عسكري او محاولة انقلاب. ووصف الناطق باسم وزارة الدفاع محمد العسكري في مؤتمر صحافي مشترك مع االناطق باسم الحكومة علي الدباغ تعليقاً على ما اشاعته بعض وسائل الاعلام عن محاولة انقلاب بأنها «مزاعم مضحكة. لا وجود لأي تحرك عسكري في بغداد من دون موافقة السلطات العليا في البلاد». وقال إن «هناك قوات عسكرية كانت وصلت الى بغداد لإجراء الاستعراض العسكري في ذكرى تأسيس الجيش وهي عبارة عن نخب ممثلة لفرقها وقد عادت جميعاً الى مقراتها الأصلية». وكان السفير البريطاني السابق في العراق جون جينكينز حذر في إفادته امام لجنة تحقيق في حرب الخليج البريطانية الاسبوع الماضي من ان العراق مقبل على انقلاب عسكري ينفذه ضباط في الجيش ما زالو يدينون بالولاء لحزب البعث، الا انه عاد ونفى ما نسب اليه. ولفت العسكري الى ان «معلومات استخباراتية من جهات عدة ومصادر وردت إلى غرفة عمليات بغداد عن وجود سيارات ملغومة ستدخل العاصمة لذلك قامت القوات بعملية تسمى عسكرياً بالاجهاضية أو الاستباقية لكشف تلك السيارات وابطال مفعولها». ولفت إلى أن «العملية لم تعلن لتفويت الفرصة على الارهابين وتباغتهم وتمنعهم من القيام بما يرومون اليه». مشيراً الى أنه «لم يتم حتى الآن كشف السيارات ونوعها». من جانبه قال الدباغ ان مجلس الوزراء ناقش الاجراءات الامنية المطبقة في محافظة بغداد والتهديدات المحتملة واكد ان «مجلس الوزراء يدعو المواطنين الى أن يتفهموا الاجراءات الامنية الاخيرة التي استدعت فرض حظر جزئي للتجول وتشديد اجراءات التفتيش والمراقبة التي تهدف الى حمايتهم ومحاصرة والقاء القبض على الارهابيين وان يتعاون المواطنون مع الاجهزة الأمنية». ولفت الى ان «الإجراءات كانت اليوم بناء على معلومة مهمة من احد المواطنين عن مواقع لتفخيخ السيارات في بغداد». ووصف الناطق بأسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا الإجراءات الأمنية ب «الوقائية والاستباقية».واكد في تصريح الى «الحياة» ان «معلومات استخباراتية حصلنا عليها تفيد بوجود نية لجماعات ارهابية لتفجير سيارات صباح اليوم (امس)». وبعد ساعات من انتهاء الإجراءت الأمنية اصدرت قيادة عمليات بغداد بياناً اعلنت فيه القاء القبض على «25 شخصاً كانوا يخططون لتنفيذ اعتداءات ارهابية في العاصمة». واوضح البيان ان «القبض على هؤلاء الاشخاص تم خلال عمليات دهم نفذتها الاجهزة الامنية في مناطق متفرقة « مضيفاً انه «تم العثور على 200 كيلوغرام من مادة تي ان تي و200 كيلوغرام من مادة سي فور و250 ليتراً من نترات الامونيا و60 قذيفة هاون».