بدا واضحاً الرفض الشديد لعمل الفتاة أو المرأة السعودية في المنازل، من «الحملة المليونية» التي أطلقتها فتيات سعوديات على الانترنت أخيراً. «الصرخة الإلكترونية» طالبت وزارة العمل بتوفير وظائف لهن بدلاً من الترويج لفكرة «العمل خادمات في المنازل»، ونظمن حملة «المليون إيميل»، التي تهدف إلى حث الوزارة على نفض «السبات عن جسدها»، وفتح الأبواب والنوافذ المغلقة منذ أمد، لتمكين أوكسجين الوظيفة النقي من تنشيط «رئات» شهاداتهن الجامعية، بعدما تلوثت بغبار الفراغ و»الجلسة في المنازل»، وترك الاقتراحات الغريبة جانباً، والاشتغال على حلول منطقية، وتوفير فرص وظيفية لائقة. وجاء في أحد سياقات العريضة التي دونتها الحملة ونشرت «الحياة» أجزاء منها: «لن نعمل خادمات في البيوت، ولن نذهب لدول الجوار لنزاحم الكويتيات والقطريات والإماراتيات في أعمالهن». وكانت وزارة العمل أقرت قبل عامين الاستعانة ب«مدبرات منازل سعوديات» لإحلالهن محل العاملات المنزليات غير السعوديات. وأثار القرار آنذاك ردود فعل متباينة ما بين رافض ومؤيد، إذ يرى الفسطاط المعارض أن في الأمر دونية وانتقاصاً من قيمة المرأة السعودية، فيما يعتبره الفسطاط المرحب به عملاً شريفاً لا ينتقص ولا يقلل من شأن صاحبه، وأن هناك أرامل وكبيرات في السن في حاجة إلى تلك العمالة بدلاً من استقدام العاملات الآسيويات. واتهم وكيل وزارة العمل للدراسات والتطوير الدكتور عبدالواحد الحميد وسائل الإعلام بإجهاض فكرة عمل السعوديات في المنازل كمدبرات منازل وتحطيم آمال الأسر الفقيرة قبل أن تبدأ الفكرة في التنفيذ، مفسراً الفكرة بأنها كانت تعتمد على توفير عمل جزئي للسعوديات من الأسر الفقيرة بناء على رغبتهن. لكن الهجوم الذي تعرضت له الفكرة - بحسب الحميد - كان عنيفاً وقد يؤدي إلى إيقاف تطبيقها، خصوصاً مع إصابة العديد من الأسر التي طلبت مثل هذه الوظائف بالإحباط عقب عدم تقبل المجتمع والإعلام للفكرة. وألمحت وزارة العمل في تصريحات صحافية إلى «أن الفكرة جاءت بطلب من بعض الجمعيات الخيرية والأسر الفقيرة وتمت دراستها بشكل مبدئي مثلها مثل جميع الأفكار التي ترد إلى الوزارة من مختلف الجهات، وهي لا تتحدث عن خادمة بالشكل الذي أوردته بعض وسائل الإعلام بل يعملن بشكل جزئي في بعض المنازل المحتاجة لمربية سعودية تعمل خلال فترات محددة تصل من أربع ساعات إلى ست ساعات صباحية، وهذا الأمر كان معمولاً به في البيوت السعودية القديمة اذ كانوا يستعينون ببعض السعوديات في فترات متقطعة خلال فترات النهار، ولم نتحدث عن خادمات سعوديات ولكن مدبرات منازل».