كشف مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان عن عزم الجامعة إنشاء مدينة طبيّة متكاملة توفّر خدمات نوعية ورائدة للمواطنين. وأضاف خلال المؤتمر العالمي الثامن للمستجدات في جراحة الأوعية الدموية الذي ينظّمه كرسي أبحاث الأوعية الدموية الطرفية في كلية الطب بجامعة الملك سعود أمس: «يجب أن ينتقل تشغيل المستشفيات الجامعية من النظام الحالي إلى نظام التشغيل الذاتي لكي تحقق قفزات جيدة وتتجاوز التحديات وتصبح مساندة لمستشفيات وزارة الصحة». وذكر أن جامعة الملك سعود أقرت أخيراً الخطة الاستراتيجية لها على مدى20 عاماً المقبلة. ولفت إلى أن الموازنة المخصصة للجامعة بلغت 1.7 في المئة من إجمالي الموازنة العامة للدولة، ونحو 30 في المئة من موازنة التعليم العالي في المملكة، مؤكداً أن الدعم الذي تشهده الجامعة يلقي عليها مسؤولية كبيرة يجب أن يُقابل بعطاء نوعي وكبير من الجامعة. وقال: «يجب أن تقود الجامعة الحراك التطويري ليس على المستوى التعليمي والبحث العلمي فقط بل يجب أن تكون مركزاً للممارسات الناجحة على مستوى الوطن وأن تتحول من مؤسسة تعليمية تقليدية إلى مؤسسة تنموية شاملة تقوم بأدوار استراتيجية على المحاور كافة»، مشدداً على أن الجامعة تشهد استقراراً مالياً في ظل المشاريع الوقفية التي تنشئها. وأضاف: «اليوم جامعة الملك سعود تشارك الجامعات العالمية في قدرتها على استقطاب العلماء المميزين، فهذا الأسبوع تستضيف جامعة الملك سعود ثلاثة علماء فائزين بجائزة نوبل، وتشترك مع الجامعات العالمية المرموقة في 90 توأمة وتحتضن أكبر حاضنة للتقنية في المنطقة». من جهته، شدد وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة على أهمية تدريب الكوادر الوطنية الطبية، مشيراً إلى أن المشروع الوطني للرعاية الصحيّة المتكاملة والشاملة الذي قامت عليه الوزارة، يرتكز على الكوادر الوطنية ويهدف إلى تطويرها وتدريبها بالشكل الذي يجعلها قادرة على تقديم الجانب الصحي بالشكل المميّز، مشيراً إلى أن جامعة الملك سعود بكوادرها تعتبر شريكاً أساسياً في دعم هذا المشروع بجانب الجامعات والمؤسسات الأخرى. وقال خلال افتتاحه المؤتمر: «هذا المؤتمر يشكّل تواصلاً وامتداداً للعديد من الأنشطة التي تقوم بها كلية الطب وجامعة الملك سعود عموماً لرفع المستوى التعليمي، إذ يعتبر فرصة لتبادل الخبرات العلمية في ما يخص مجال جراحة الأوعية وإثراء الجانب المعرفي حوله من خلال التقاء العلماء من داخل المملكة وخارجها»، مشيداً بحرص الجامعة على برامج البحث العلمي والتركيز المستمر عليه، والذي من شأنه إيجاد المزيد من التقدّم والرقي للبيئة العلمية وللوطن. وذكر عميد كلية الطب المشرف على المستشفيات الجامعية في جامعة الملك سعود الدكتور مساعد السلمان أن كلية الطب تواصل حضورها الدولي في المجال العلمي من خلال عقدها لمثل هذه المؤتمرات التي تتناول العديد من الجوانب الطبيّة المهمة باستقطاب مجموعة من العلماء والخبراء لطرح كل المستجدات حولها، مؤكداً حرص الكلية على الرقي بمستوى الممارسين والمتخصصين في المجال الطبي وبالتالي ينعكس ذلك على الطلاب والطالبات، موضّحاً أن الجامعة تتميّز بوجود برنامج تدريب جراحة الأوعية الدموية والذي يعد البرنامج الوحيد في الشرق الأوسط وتخرّج منه أكثر من 11 جرّاحاً يمارسون جراحة الأوعية الدموية في دول عدة، مضيفاً أن مستشفى الملك خالد الجامعي يعد من أهم المراكز الطبيّة المتخصصة في الشرق الأوسط، إذ أنه يجري جراحات دقيقة يتجاوز عددها 600 سنوياً.