أظهر التقرير السنوي ل «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) أن قيمة صادرات الدول الأعضاء هبطت إلى أقل من تريليون دولار في 2014 للمرة الأولى منذ العام 2010 ما يُظهر أثر تراجع أسعار النفط في المنظمة العام الماضي. وبيّنت نشرة «أوبك» الإحصائية السنوية لعام 2015 أن صادرات دول المنظمة انخفضت من حيث القيمة إلى 964.6 بليون دولار العام الماضي من 1.10 تريليون دولار في 2013. وأعلنت المنظمة أن متوسط سعر سلة خاماتها بلغ 96.29 دولار في 2014 هبوطاً من 105.87 دولار في 2013. لكن هبوط القيمة تفاوت بين الأعضاء. وتراجعت إيرادات السعودية 9.2 في المئة إلى 285.1 بليون دولار، كما انخفضت إيرادات العراق 5.7 في المئة إلى 84.3 بليون دولار. وكان الهبوط الأكبر من نصيب ليبيا حيث تضرر الإنتاج بفعل الاضطرابات وتراجعت قيمة الصادرات 66 في المئة إلى 14.9 بليون دولار. في الأسواق، استقرت أسعار النفط عند أعلى قليلاً من 60 دولاراً للبرميل أمس حيث ساهم الطلب القوي على المنتجات النفطية في موازنة وفرة المعروض العالمي للتسليم الفوري. وتحرك خام «برنت» في نطاق ضيق بلغ 58 سنتاً مع توقع المستثمرين سوقاً حاضرة ضعيفة للغاية في حوض الأطلسي وسط تقارير عن طلب قوي على البنزين والديزل في الولاياتالمتحدة وأوروبا. وسجلت الأسعار الرسمية للخام النيجيري أدنى مستوياتها في عشر سنوات على الأقل مع وجود ما يصل إلى عشرة ملايين برميل غير مباعة من الخام الخفيف، ما يكبح الأسعار في حوض الأطلسي. لكن المنتجات النفطية شهدت طلباً قوياً. وزاد «برنت» تسليم آب (أغسطس) 20 سنتاً إلى 63.69 دولار للبرميل بعدما أنهى الجلسة السابقة منخفضاً 96 سنتاً أو 1.5 في المئة. وهبط الخام الأميركي تسليم آب 20 سنتاً إلى 60.07 دولار للبرميل. ورفع مصرف «يو بي أس» توقعاته لمتوسط سعر خام «برنت» في 2015 إلى 61.50 دولار للبرميل من 56.25 دولار في وقت سابق وللخام الأميركي إلى 56 دولاراً من 51 دولاراً. أما مصرف «غولدمان ساكس» فلفت إلى أن احتمال أن ترفع الولاياتالمتحدة حظر تصدير إنتاجها النفطي في شكل صريح قبل 2017 ضئيل في ضوء الانتخابات الرئاسية المقبلة والحساسية السياسية في ما يتعلق بأي قرار قد يؤثر في أسعار البنزين. لكن المصرف استبعد في مذكرة بحثية أن يؤدي الحظر إلى قيود كبيرة في المستقبل نظراً للمرونة المتزايدة في تطبيق القانون والذي قد يشهد مزيداً من التخفيف. إلى ذلك، قال مسؤول في وزارة التجارة اليابانية إنها باعت 4.15 مليون برميل من النفط الخام من الاحتياط الإستراتيجي في إطار خطة لاستبدال الخامات الثقيلة بأنواع أخف، ما يعكس زيادة نسبة الخامات الخفيفة في وارداتها. وطرحت الوزارة عبر مناقصة 1.89 مليون برميل من مزيج «السويس» المصري و1.13 مليون برميل من خام «الخفجي». وأعلنت مجموعة النفط الإنكليزية - الهولندية «شل» أجراء محادثات مع إيران في شأن إمكان قيامها باستثمارات في هذا البلد إذا ما توصل إلى اتفاق نووي ورُفعت عنه العقوبات الدولية، لتصبح بذلك أول مجموعة نفطية تكشف عن مثل هذه المحادثات. وأفادت في بيان بأن مبعوثين منها التقوا في طهران أخيراً مسؤولين وتباحثوا معهم في مسألة مبلغ مالي ضخم مترتب على ذمة المجموعة النفطية لمصلحة «شركة النفط الوطنية» عن نفط تسلمته «شل» ولكنها لم تدفع ثمنه. وأضاف البيان ان الطرفين بحثا إضافة إلى هذه المسألة «العديد من أوجه التعاون التجاري في حال رفعت العقوبات». ومن موسكو، قال نائب وزير الطاقة الروسي، كيريل مولودتسوف، إن بلاده اختارت فعلاً شركات تجارية للتعامل في النفط الإيراني في إطار اتفاق مع طهران لمبادلة النفط الخام بالبضائع. وأفاد تجّار بأنهم لم يلحظوا شحن أي كميات، وأشارت شركات روسية كبيرة من بينها «روسنفت» إلى أن الدعوة لم تصلها للمشاركة في البرنامج. لكن الخبراء يقولون إن عودة النفط الإيراني إلى السوق بالكميات السابقة قد تستغرق سنوات. وأبلغ مولودتسوف الصحافيين أن روسيا رفعت توقعاتها لنمو صادرات النفط الخام إلى ما بين خمسة وعشرة ملايين طن العام الحالي مقارنة بتوقع سابق بلغ خمسة ملايين طن.