تتجه الأنظار في بطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم اليوم (الثلثاء) إلى ملعب «السيد داجراشا» في مدينة بنغويلا، الذي يستضيف لقاء القمة في المجموعة الثالثة بين مصر ونيجيريا، ثم المواجهة الغامضة بين موزمبيق وبنين في إطار المجموعة ذاتها. وكانت البطولة انطلقت أول من أمس بتعادل مثير في المجموعة الأولى بين المنظمة أنغولا ومالي 4-4، كما التقت الجزائر مع مالاوي أمس في المجموعة ذاتها، في حين أقيمت أمس أيضاً موقعة ساخنة بين كوت ديفوار وبوركينا فاسو في المجموعة الثانية، التي شهدت انسحاب توغو بعد تعرض حافلاتها لإطلاق رصاص أسفر عن قتلى ومصابين، فألغيت مواجهتها مع غانا. من جهته، يدافع المنتخب المصري عن لقبه القاري الفائز به مرتين على التوالي عامي 2006 و 2008، ما رفع رصيده إلى 6 ألقاب، مسجلاً رقماً قياسياً، وقد يكون إخفاقه في بلوغ مونديال جنوب أفريقيا 2010عاملاً سلبياً في طريقه نحو تحقيق هدفه، إذ شكّل ضربة موجعة للجيل الحالي الذهبي، الذي لم يكن ينقصه إلا اللعب في المحفل العالمي، بعدما تسيّد عرش القارة الافريقية 4 سنوات. ويفقد المنتخب المصري ركيزتين أساسيتين هما محمد أبوتريكة وعمرو زكي، بعدما اضطر المدير الفني حسن شحاتة لاستبعادهما من التشكيلة الرئيسية بداعي الإصابة، كما اعتبر استبعاد شحاتة لأحمد حسام (ميدو) مفاجأة، خصوصاً بعدما ضمه للقائمة الأولية، نظراً للخبرة الكبيرة للمهاجم، الذي خاض أكثر من تجربة في الملاعب الأوروبية، كان آخرها مع بورتسموث الإنكليزي. وخلت القائمة أيضاً من محمد شوقي ومحمد بركات ومحمد حمص، والثلاثي كانوا ضمن التشكيلة الرئيسية خلال المناسبات الأخيرة، في حين عاد إلى صفوف «الفراعنة» لاعب وسط النصر السعودي حسام غالي، وصانع ألعاب الزمالك محمود عبدالرازق (شيكابالا)، وقد يكون لقاء اليوم هو الظهور الدولي الأول للمدافع محمد عبدالشافي والمهاجم محمد ناجي (جدو). واحتفظ شحاتة بعناصر خبرة مثل قائد الفريق أحمد حسن وعماد متعب وأحمد فتحي وسيد معوض وحسني عبدربه ومحمد زيدان، وقد يمنح شحاتة الفرصة لسيد حمدي وأحمد عبدالرؤوف لتعويض النقص في خط الهجوم، واستعد المنتخب المصري للبطولة بمعسكر لعب خلاله مباراة ودية، وفاز بها على مالي1- صفر، علماً بانه تعادل في لقاء ودي مع ماولاي 1-1 في مستهل إعداده في القاهرة. ويؤكد قائد المنتخب المصري أحمد حسن أن مباريات الافتتاح تمثل دائماً أهمية كبيرة للمنتخبات الكبرى لتحقيق انطلاقه نحو اللقب، وقال حسن لموقع الاتحاد الدولي (الفيفا)، إن فريقه يعطي أهمية كبيرة لمباراة نيجيريا، لأن الفوز بها سيكون بمثابة دفعة كبيرة في بقية المباريات. وأوضح أن المنتخب المصري حقق فوزاً كبيراً على الكاميرون 4-2 في مباراة الافتتاح في بطولة 2008 في غانا، ويسعى لتكرار ذلك أمام نيجيريا اليوم، وفيما يتعلق بقوة المنتخب النيجيري قال حسن إن المنتخب المصري يحترم جميع المنافسين. من جانبه، يسعى المنتخب النيجيري لتأكيد جدارته بالتأهل إلى كأس العالم، وأيضاً العودة للتنافس بقوة على الصعيد القاري، واستعادة أمجاد الثمانينات والتسعينات، وتأهل « النسور» إلى المونديال بصعوبة بعد أن كانت كل الترشيحات تتجه لمصلحة المنتخب التونسي، لكن الأخير سقط أمام موزمبيق في المرحلة الأخيرة من التصفيات، في حين تفوقت نيجيريا على كينيا. وأحرز المنتخب النيجيري بطولتي 1980 و1994 وتأهل لنهائي 1984 لكنه خسر أمام نظيره الكاميروني الذي هزمه أيضا في نهائي 1988. ويعتمد المدير الفني لنيجيريا شايبو أمودو في قائمته الرئيسية على كتيبة من اللاعبين المحترفين بالخارج بقيادة مهاجم بورتسموث الإنكليزي المخضرم نواكانو كانو الذي سيشارك للمرة السادسة في نهائيات أمم أفريقيا، إضافة إلى مهاجم إيفرتون الإنكليزي اكوبو أيغبيني ولاعب وسط تشلسي الإنكليزي جون مايكل أوبي ولاعب إيفرتون الإنكليزي وديكسون إيتوهو وزميله بالفريق المدافع جوزيف يابو، وقد ضم شايبو إلى التشكيلة الرئيسية في آخر لحظة لاعب فولسبورغ الألماني اوبافيمي مارتينز بعدما تأكد من اكتمال لياقته البدنية. وفي مواجهة يكتنفها الغموض تلتقي موزمبيق مع بنين، وقد كشفت الجولة الأخيرة من تصفيات «أنغولا 2010» عن مفاجأة بعودة منتخب موزمبيق إلى النهائيات للمرة الرابعة في تاريخه بعد انقطاع دام 12 عاما منذ ظهوره الأخير في نسخة 1998 في بوركينا فاسو. وقطعت موزمبيق تذكرة البطولة بفوز ثمين على تونس بهدف دون رد حرم «نسور قرطاج» من التأهل إلى كأس العالم، وأسعد جماهير الفريق الملقب ب«الثعابين» في حجز مقعد على الساحة القارية مرة أخرى. ويعتمد المدرب الهولندي مارت نوي على تشكيل يجمع بين الخبرة والشباب الواعد ويبرز المهاجم المخضرم مانويل تيكو تيكو (36 عاما) على رأس القائمة الأساسية الذي يعتبر ورفيقه في الهجوم داريو مونتيرو (32 عاما) صاحب هدف الفوز على تونس من أبرز لاعبي الجيل الذي ودع نهائيات 1998 من الدور الأول. ويأتي على رأس المواهب الشابةالجديدة لاعب الوسط المدافع سيماو جونيور (21 عاما) الذي نجح في التألق ضمن صفوف باناثينايكوس اليوناني في أولى تجاربه الاحترافية بجانب المدافع إدسون ميكسر (22 عاما) الذي سينتقل عقب البطولة مباشرة إلى سبورتنغ لشبونة. ويبرز بين القائمة ثلاثة لاعبين معروفين على المستوى العربي وبالأخص في مصر، هم الحارس جواو كابانجو الذي يلعب للترسانة، بجانب المدافع داريو كان لاعب الخريطيات القطري والذي لعب من قبل للإسماعيلي المصري ، فضلا عن المدافع ساليلو مانو لاعب إنبي المصري، فيما يخوض منتخب بنين الملقب ب«السناجب» البطولة للمرة الثالثة بطموح تخطي الدور الأول الذي لم يحققه من قبل. وظهرت بنين على الخريطة الأفريقية منذ 6 سنوات فقط حين شاركت في نهائيات تونس 2004 قبل أن تعيد الكرة في نهائيات غانا الماضية2008 إذ كانت تملك فريقا يقوده المهاجم المخضرم عمر تشوموجو الذي سيكون حاضرا في أنغولا 2010. واستفاد المدير الفني الفرنسي ميشيل دوسوييه من الطفرة التي حققتها الكرة البنينية خلال عام 2005 الذي شهد المشاركة في كأس العالم للشباب بهولندا والتي كان «السناجب» فيها على وشك تخطي الدور الأول بعد أن كشفت البطولة عن نجم المستقبل الهداف رزاق أوموتويوسي المنتقل إلى ميتز الفرنسي، وتضم قائمة بنين لاعبين بارزين أيضا بخلاف الهجوم، إذ يبرز في الوسط لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي ستيفان سيسنيون بجانب ثنائي الدفاع لاعب دينزلي سبور التركي داميان كريسوستوم ورضا جونسون.