تميزت امتحانات الدورة الأولى لمناظرة البكالوريا في تونس لهذه السنة بالتنظيم المحكم على رغم المشاكل النقابية التي مر بها قطاع التعليم الثانوي في منتصف السنة الدراسية. وأكد متحدث باسم وزارة التربية أن عدد المرشحين الذين اجتازوا امتحان البكالوريا بلغ 133.250 مرشحاً أي بتراجع يقدّر ب 10 آلاف مرشح عن دورة 2014. وساهمت وزارتا الدفاع والداخلية في تأمين نقل أوراق الامتحانات باستعمال الطاّئرات نحو محافظات الجنوب والوسط التونسي وبرّا نحو محافظات الشمال الغربي والشرقي وضواحي العاصمة وسط حراسة عسكريّة مشدّدة. وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية أن عملية نقل الامتحانات إلى نحو 29 مركز امتحان، تمت من دون أية مشاكل تذكر واستغرق إتمامها 20 ساعة من العمل المتواصل, كما عملت الوزارة على تقليص كثافة المرشحين داخل قاعة الامتحان فلم يتجاوز عددهم 18 تلميذاً في القاعة الواحدة لتسهيل عمليّة المراقبة. وبسبب ما شهدته امتحانات البكالوريا في السنة الماضية من حالات غش انتهجت وزارة التربية هذا العام طرقاً مستحدثة للتصدي لعمليات الغش والاعتداءات ضد المراقبين. ومن بين هذه الطرق اعتماد أجهزة تشويش إلكتروني للتصدي للغش عبر الهواتف الجوالة وأنظمة مراقبة خارج القاعات وداخلها. غير أنه وعلى رغم هذا النظام المستحدث والصّارم للرقابة، فإن المراقبين سجلوا حدوث كثير من محاولات الغش وبعض حالات الاعتداء على مربّين غير أن وزارة التربية أكدت أن الحالات لم تكن خطيرة وكان عددها محدوداً. ولم تخل الدورة الأولى من بعض المفاجآت والطرائف وروح التّحدي. فقد سجلت هذه الدّورة مشاركة أحد المحكومين بالسجن مدى الحياة في محافظة قبلي في الجنوب. وأكّد السّجين في تصريح إلى إحدى الإذاعات المحليّة أنّه يتقدم للمرّة الثالثة لامتحان البكالوريا من داخل سجنه ولكنه أعدّ جيّداً لهذا الاختبار هذه السنة ويأمل بنيل الشهادة الوطنية في محاولة منه للتعويض عن الوحدة التي يشعر بها داخل القضبان بعيداً من عائلته. وقد تناقل ناشطون على المواقع الاجتماعية الخبر بكثير من التشجيع والتضامن، إذ أكّد بعضهم من خلال تدوينات إعجابهم بقدرة هذا المواطن على تحدّي الحكم القضائي الذي يقضيه وأهمّية هذا التحدي اجتماعياً ونفسياً بالنسبة إلى السجين وللشبان التونسيين عموماً. وأكّدت وزارة التربية في بيان لها أن أكبر مترشح لمناظرة البكالوريا لهذه السنة يبلغ من العمر 68 سنة في حين تبلغ أصغر مترشحة 17 سنة. وفي إطار الاطمئنان على سير الامتحان الوطني شهدت قاعات الامتحان زيارة عدد من المسؤولين السياسيين من بينهم رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ووزير التربية ومحافظون. وفوجئ رئيس الجمهورية خلال زيارته تلاميذ البكالوريا برفع بعضهم شعارات مساندة لحملة المطالبة بالشفافية في التعامل مع ملف البترول, فقال لهم ممازحاً: «أنتم البترول الحقيقي لتونس». وتلقى ناشطو الإنترنت هذه الإجابة بالاستنكار ورأوا فيها سخرية من التلاميذ وانتقاصاً من وعيهم بحقيقة المشاكل التي تمر بها البلاد.