يعد الفنان كمال أبو رية واحداً من الفنانين القلائل الذين يعملون في صمت تاركاً أعماله تتحدث عنه من دون ضجة إعلامية، وهو يحرص عادة على انتقاء أدواره بعناية فائقة لا يفرق المشاهد خلالها في أيهما ارتدى جلباب الآخر، هو الذي ارتدى جلباب الشخصية التي يجسدها أم العكس؟ هذا الأمر بدا واضحاً في مسلسله «الوتر المشدود» الذي شارك أبو رية في بطولته أمام آثار الحكيم ومعالي زايد وأحمد خليل من إخراج خالد بهجت، والمسلسل عرض على قناة وحيدة خلال شهر رمضان الماضي ولكن في أكثر من فضائية بعد ذلك وحقق نجاحاً ملفتاً. أبدى أبو رية رضاه عن مسلسله هذا بقوله « لمست نجاح العمل من خلال ردود الفعل الإيجابية التي تلقيتها من رجل الشارع المصري، وأيضاً من خلال آراء أصدقائي الذين أشادو بهذا العمل». وأكد أنه لم يلتفت إلى عرض العمل في شهر رمضان. معظم أعمال رمضان لم يشاهدها الجمهور لكثرتها على رغم تميز بعضها الى درجة كبيرة، ولكن مع وجود أكثر من خمسين عملاً يستحيل مشاهدة أي منها في شكل جيد. سير ذاتية ونفى أبو رية ما تردد عن أنه كان سبباً في توقف التصوير غير مرة لمشاكل إنتاجية: «صحيح ان المبالغ المستحقة لنا كانت تتأخر كثيراً، خصوصاً أن الجهة المنتجة وهي مدينة الإنتاج لها خطة مالية وعليها التزامات كثيرة تجاه شركات الإنتاج التي تتشارك معها ولها أولوياتها، ومع هذا لا صحة لما تردد من أنني قمت بتحرير محضر في أحد أقسام الشرطة للحصول على مستحقاتي المالية. حتى وإن كنت في احدى المرات اتخذت موقفاً بضرورة الحصول على دفعة مستحقة لي قبل الذهاب إلى بلاتوات التصوير». وأشار أبو رية إلى أنه يحب دراما السير الذاتية التي قدم من خلالها شخصيات الشاعر الكبير أحمد رامي في مسلسل «أم كلثوم» وإبراهيم الورداني في «فلاح في بلاط صاحبة الجلالة» وإسماعيل شبانة في «العندليب» إلى جانب شخصيتي «قاسم أمين» وأخيراً «علي مبارك» الذي عرض في رمضان قبل الماضي وجسد فيه شخصية علي مبارك الذي يلقب بأبي التعليم في مصر. واعتبر أبو رية ان هذه النوعية من الشخصيات بمثابة مثل وقدوة للشباب «عندما يقدم بطل العمل السيرة الذاتية تظهر إمكاناته في شكل مكثف، كما يحتاج الشباب لهذه النوعية لنغرس فيهم روح الانتماء إلى بلدهم أكثر، فإن تقديم الشخصيات التاريخية لها هدف وليست مجرد تمثيل فقط». ويضيف: «ومع هذا فأنا لا أحبذ حالياً تكرار تجربة دراما السير الذاتية، بعدما تركت انطباعاً جيداً فيها لدى الجمهور. والحمد لله أنني حققت نجاحاً طيباً في كل الألوان الدرامية سواء التراجيدية أو الكوميدية أو الرومانسية، خصوصاً أنني أتعامل في الإداء في شكل أكاديمي جداً، إذ لا بد أن أتفهم جيداً الشخصية التي أؤديها أياً كانت هذه الشخصية سواء تاريخية أو درامية». ويرجع أبو رية تميز الدراما السورية خلال الأعوام الماضية في سوق الدراما العربية إلى أسباب عدة، منها ان «الدولة هناك ترعى الدراما وهو ما لا يحدث في مصر التي تسيطر على الدراما فيها المجاملة والوساطة والتجارة واستهداف الربح فقط، ولابد أن يدرك القائمون على العملية الفنية في مصر أن الإنتاج الفني ليس مجرد سبوبة أو مجرد أكل عيش».