واشنطن، نيويورك - ا ف ب، يو بي اي - كشف ليون بانيتا مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي اي) في مقال نشر امس، ان الانتحاري الاردني همام خليل ابو ملال البلوي كان سيخضع للتفتيش عندما فجر نفسه في قاعدة عسكرية اميركية في افغانستان، مما ادى الى مقتل سبعة من عملاء الوكالة وضابط اردني. وكتب بانيتا في المقال الذي نشرته صحيفة «واشنطن بوست» ان «الامر لا يتعلق بان نثق بمصدر استخباراتي محتمل حتى ولو قدم معلومات يمكن التحقق منها بشكل مستقل». واكد ان «الامر ليس ابدا بتلك البساطة ولا احد تجاهل المخاطر». واضاف ان «الرجل كان سيخضع للتفتيش من قبل عناصر الامن لدينا الموجودون على بعد مسافة عن عملاء الاستخبارات، عندما قام بالتفجير». وتابع المقال ان الوكالة كانت تريد ان تبحث مع الانتحاري البلوي في سبل قتل ايمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» الذي لا يزال فارا. وفجر البلوي وهو اردني يشتبه في انه عميل مزدوج، نفسه في قاعدة عسكرية اميركية في خوست بالقرب من الحدود الباكستانية في 30 كانون الاول (ديسمبر) الماضي، في هجوم هو الاسوأ الذي تتعرض له الوكالة منذ 1983. ومن الضحايا ضابط اردني استخباراتي رفيع المستوى يتحدر من الاسرة الملكية كان هو من جند البلوي. وادى الانفجار والاف الشظايا الفولاذية المتطايرة الى مقتل كل الذين كانوا حول البلوي. واضافت الصحيفة ان بين الضحايا خبيرة في ال»سي آي أي» في الخامسة والاربعين من العمر هي ام لثلاثة اطفال ومتخصصة منذ عشر سنوات في مكافحة الارهاب. وكانت في قاعدة خوست منذ ستة اشهر. وتابعت نقلا عن مسؤولين اميركيين ان ستة اشخاص اخرين على الاقل اصيبوا بجروح من بينهم المسؤول الثاني في «سي آي أي» في افغانستان. وقال البلوي في تسجيل فيديو السبت انه نفذ الهجوم للانتقام من الاستخبارات الاردنية والاميركية. واعرب بانيتا عن غضبه للانتقادات التي وجهت الى الوكالة لطريقة تعاطيها مع البلوي الذي نشر العديد من التعليقات المعادية للغرب على الانترنت. واستنكر خصوصا الايحاء بان «الذين ضحوا بحياتهم انما جلبوا ذلك على انفسهم بسبب ضعف احترافهم». وتركز الانتقاد على كيفية تمكن البلوي من عبور نقاط تفتيش عدة والسماح له بالدخول الى القاعدة العسكرية التي لم يزرها من قبل. وقال عميل سابق ل»سي آي أي» ل»واشنطن بوست»: «عندما يأتي احد نحتفل بقدومه. من الجيد ان نجعلهم يشعرون بانه مرحب بهم وانهم مهمون». واضاف ان الاردني «كان يعتبر عميلا استثنائيا لذلك عندما يأتيك زائر مهم وتخرج لملاقاته، هل هذا سلوك مهني سيء؟ بالطبع لا». الا ان بانيتا رأى ان الاتهام هو ايحاء بان «جنود المارينز الذين يقتلون في المعارك انما جلبوا ذلك على انفسهم لانهم لا يتمتعون بالمهارات القتالية الكافية». وتواجه وكالة الاستخبارات الاميركية انتقادات ايضا بسبب محاولة الاعتداء التي وقعت يوم عيد الميلاد عندما حاول النيجيري عمر فاروق عبد المطلب تفجير مواد ناسفة على طائرة متوجهة الى الولاياتالمتحدة وكشف مسؤولون اميركيون انه تلقى تدريبات لدى «القاعدة» في اليمن. وامر الرئيس الاميركي باراك اوباما باتخاذ اجراءات عاجلة في وكالات الامن والاستخبارات لاصلاح الاخطاء التي كشفتها محاولة الهجوم. وكتب بانيتا في مقاله ان «العبرة الاساسية من هذا الهجوم هي ان عملاء السي آي أي هم في الخطوط الامامية لمواجهة القاعدة وحلفائها مثل جنودنا تماما». وختم بالقول «انهم يخاطرون لمواجهة العدو ويجمعون معلومات لتدمير شبكاته وتعطيل عملياته». استراتيجية جديدة في غضون ذلك، دعا خبير أميركي متخصص في شؤون الإرهاب إدارة أوباما إلى اعتماد سياسية أخرى لمواجهة الإستراتجية الجديدة التي يعتمدها تنظيم «القاعدة»، والقائمة على خمس نقاط تركز على إرهاق الأميركيين وخلق انقسامات في صفوف الحلفاء. وكتب بروس هوفمن، البروفيسور في الدراسات الأمنية في جامعة «جورج تاون» والعضو في الأكاديمية العسكرية الأميركية لمكافحة الإرهاب، في مقال لصحيفة «واشنطن بوست» إن تنظيم «القاعدة» تطور وبات يعتمد إستراتيجية جديدة في حين لا تزال الإدارة الأميركية تحاول كبحه من خلال سياستها القديمة. وتقوم إستراتيجية القاعدة الجديدة على خمس نقاط، فهي أولاً، تسعى إلى إتعاب الأميركيين من خلال إغراق نظام الاستخبارات بآلاف التهديدات والضجيج، أملاً في ان يتلهى الأميركيون بكلّ تلك المعلومات بحيث لا يتنبهون إلى الأدلة الحقيقية مثل الإشارات التي سبقت محاولة تفجير الطائرة الأميركية يوم عيد الميلاد والتي ربطت عمر فاروق عبد المطلب بخطة التفجير التي تعدها «القاعدة». وثانياً، تسعى «القاعدة» على وقع الأزمة المالية العالمية إلى التهديد بإفلاس الأميركيين. وأشار هوفمن إلى أن التنظيم بثّ مقاطع فيديو ورسائل وبيانات ينسب إلى نفسه فيها الفضل في حصول الأزمة المالية، إذ يكلّف استخدام أجهزة مسح للركاب عالية التقنية في المطارات بعد محاولة التفجير الفاشلة التي استهدفت طائرة أميركية بالإضافة إلى الحرب في أفغانستان، الكثير من المال. وثالثاً، تحاول «القاعدة» خلق انقسامات في صفوف الحلفاء، من خلال تفجيرات مدريد عام 2004 ولندن 2005 وغيرها من التفجيرات في باكستانوأفغانستان التي استهدفت أهدافا أجنبية، سعيا لمعاقبة تلك الدول على مشاركتها في الحرب على الإرهاب. ورابعاً، انتقلت «القاعدة» إلى استغلال الدول الضعيفة والمناطق الخارجة عن القانون، بينما لا تزال الولاياتالمتحدة منشغلة بأفغانستان، وقد انتشرت شبكة «القاعدة» في باكستان والجزائر والصومال واليمن. وخامساً، تسعى «القاعدة» إلى تجنيد أشخاص من دول غير إسلامية، خاصة الأشخاص الذين اعتنقوا السلام والذين لا توحي أسماؤهم أو أشكالهم بأصولهم الإسلامية، ما يمنحهم حرية أكبر في التنقل من دون إثارة الشبهات. ولفت هوفمن إلى أنه بينما تسعى «القاعدة» إلى استغلال نقاط الضعف الأميركية، لا تزال الإدارة عالقة في نمط من ردات الفعل المتأخرة بدلاً من توقع الخطوات التي يقوم بها التنظيم. وأشار إلى أن التأخير في اكتشاف محاولة تفجير الطائرة ليس ناتجاً فقط عن البيروقراطية أو الفشل في التنبه إلى النقاط بل فشل في التنبه إلى إستراتيجية «القاعدة» الجديدة. كما لفت هوفمن إلى أن الربط بين الشاب النيجيري الذي حاول تفجير الطائرة الأميركية والعميل الأردني المزدوج البلوي، هو مثال على الإستراتيجية الجديدة التي تتبعها «القاعدة». اتهام بوسني في نيويورك، اتهمت محكمة فيديرالية في بروكلين السبت بوسنيا بالتآمر بهدف ارتكاب جرائم قتل وذلك بعدما اوقف الجمعة في اطار التحقيق في محاولة مفترضة لارتكاب اعتداء في نيويورك على صلة بتنظيم «القاعدة». واعتقل اديس مندويانين (25 سنة) الجمعة مع شخص اخر هو زارين احمدزاي الذي سبق ان اتهم بالكذب على مكتب التحقيقات الفيديرالي ودفع ببراءته. واورد القرار الاتهامي الذي تلاه السبت القاضي فيكتور بوهورلسكي امام المتهم ان البوسني المعروف ايضا باسم محمد، «تآمر مع اخرين بين اب (اغسطس) وتشرين الاول(اكتوبر) 2008 بهدف ارتكاب اعمال في الخارج يعتبرها القانون الاميركي بمثابة جرائم في حال ارتكبت في مناطق برية او بحرية تخضع للقانون الاميركي». واضاف القرار انه «في 28 اب 2008, استقل المتهم طائرة في نيوارك (نيو جيرزي) متجهة الى الدوحة في قطر وبيشاور في باكستان». وتابع ان «المتهم تلقى تدريبا من نوع عسكري وفرته له منظمة ارهابية اجنبية اسمها القاعدة». ودفع مندونيانين ببراءته، على ان يمثل الخميس المقبل ضمن جلسة مخصصة لبحث احتمال الافراج عنه بكفالة، وفق ما اعلن الناطق باسم المحكمة روبرت ناردوزا. ويشتبه في ان زارين احمد زاي واديس مندونيانين كانا «شريكين» لنجيب الله زازي (24 سنة) الذي له صلات مع تنظيم «القاعدة» واتهم بشراء مواد كيميائية لتنفيذ اعتداء في نيويورك في ايلول (سبتمبر) الماضي. ونجيب الله زازي الذي كان سائق حافلة في دنفر (كولورادو) موقوف حاليا في انتظار محاكمة في بروكلين. وهو متهم بالتوجه الى باكستان لتلقي تدريب هناك ووجه اليه اتهام بالتآمر بهدف استخدام اسلحة دمار شامل. وتؤكد الجهة الاتهامية انها شاهدت على الحاسوب الخاص به ارشادات لتصنيع قنبلة، لافتة الى انه ابتاع كميات كبيرة من المواد الكيميائية يمكن ان تدخل في تصنيع متفجرات.