علمت «الحياة» ان التقرير الذي صاغته لجنة الأمن والدفاع البرلمانية في شأن التفجيرات الدامية التي شهدتها بغداد خلال الشهور الماضية اتهم عناصر من الأجهزة الأمنية بالتورط بهذه التفجيرات، فيما دعا رئيس الوزراء نوري المالكي الأجهزة الأمنية الى الاستعداد الكامل لمهمة تسلم المسؤولية الأمنية في كل المحافظات، مؤكداً «ضرورة تكاتف الجميع لمنع عودة الطائفية البغيضة» مشدداً على «ضرورة الالتزام الكامل بحماية الديموقراطية ومبدأ المصالحة الوطنية». وكشف عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان النائب عمار طعمة ل «الحياة» ان «التقرير الأمني الذي اعدته اللجنة في شأن تقويم الوضع الأمني بعد استجواب الوزراء الأمنيين الشهر الماضي في البرلمان يتضمن محاور عدة أبرزها محور اختراق الأجهزة الأمنية والضعف في الجانب الاستخباراتي ودعم إجراءات القضاء». وأشار طعمة الى ان «اللجنة اكملت التقرير الأسبوع الماضي ورفع الى رئاسة البرلمان» وحمّل رئاسة البرلمان «مسؤولية التأخير في مناقشة التقرير، إذ كان من المفترض مناقشته قبل ايام»، لافتاً الى ان «رئاسة البرلمان اعلمتنا بأن التقرير سيناقش في اول جلسة يعقدها البرلمان في الأسبوع المقبل». وأوضح ان «من أبرز المحاور التي يتضمنها التقرير، الذي ساهم في صوغه اعضاء اللجنة وخبراء ومستشارون في شأن الوضع الأمني في البلاد، حصول خروق في الأجهزة الأمنية تقف وراء التفجيرات الدامية التي شهدتها بغداد في الآونة الأخيرة»، مشدداً على ان «اللجنة ترى ان هناك بعض العناصر في الأجهزة الأمنية متورطة في العمليات» لكنه لم يشر الى معلومات أوفر حول الأجهزة المتورطة وطبيعة هذا التورط. وأضاف طعمة ان «الجانب الاستخباراتي أثبت عدم فاعليته في القيام بعمله، وقدمت اللجنة توصية تتضمن ضرورة الإسراع في تعيين رئيس جديد لجهاز الأستخبارات يتمتع بالكفاءة والقدرة العالية لإدارة هذا الجهاز المهم في الوقت الراهن». ولفت الى ان «هناك توجهاً لدى اعضاء البرلمان بإقرار هذه التوصيات في شكل قانون ملزم وتحويلها الى السلطة التنفيذية، مشيراً الى ان «مناقشة التقرير في البرلمان ستتم في جلسة سرية». الى ذلك، قال المالكي في كلمة القاها في احتفال بالذكرى ال 88 لتأسيس الشرطة العراقية امس ان «رجال الأمن يوفرون الأرضية الأساسية للبناء والإعمار ومشاركة المستثمرين في البناء والإعمار»، لافتاً الى ان «المهمات الأساسية للحكومة في البناء والتطوير وتقديم الخدمات وتوفير الرفاهية للشعب تتوقف على مهمات رجال الأمن». وخاطب المالكي الخريجين الجدد من كلية الشرطة قائلاً: «أنتم على موعد قريب من عمليات استلام الملف الأمني في كل المدن والمحافظات (...) وأدعوكم إلى حث الخطى وتعزيز قدراتكم بالتدريب والاستعداد لهذه المهمة». وأكد «الوقوف الى جانبكم . فحينما نطلب من الشرطة ان تكون على قدر المسؤولية يجب ان نقف معها، فلا عطاء من دون دعم وإسناد. كما اننا نرفض أي كلام يصدر من اية شريحة من شرائح أجهزتنا الأمنية لأنها مسؤولية مشتركة ولا يمكن ان يتحمل الشرطي وحده المسؤولية». ودعا الى «العمل لمنع مظاهر الماضي في تفشي الجريمة» مؤكداً «ضرورة تكاتف الجميع لمنع عودة الطائفية البغيضة» مشدداً على «ضرورة الالتزام الكامل بحماية الديموقراطية ومبدأ المصالحة الوطنية». وقال انه «حان الوقت لكل السياسيين والأحزاب والقوى التي تتشكل منها العملية السياسية ان يكونوا الى جانب الأجهزة الأمنية حتى تتشكل منها قوة ردع لمنع عودة سلبيات الماضي» داعياً كل مؤسسات الدولة وعلى رأسها البرلمان الى «الإسراع في المصادقة على الموازنة المالية للعام الحالي لإكمال بناء الأجهزة الأمنية وتسليحها».