أبقى التباين في الرأي في شأن التعيينات في الإدارة اللبنانية الملف على نار حامية، وعقدت كتلة «المستقبل» النيابية اجتماعاً امس في «بيت الوسط»، برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري وحضور الرئيس فؤاد السنيورة والأعضاء، واكتفت بالقول في بيان انها «ناقشت الأوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية». من جهته، نفى وزير الإعلام طارق متري «وجود مشكلة مسيحية في لبنان إنما قضية بناء الدولة على أساس العيش المشترك وعلى قاعدة المواطنة الحقيقية والمناصفة والمساواة». وقال بعد زيارته بطريرك انطاكية وسائر المشرق البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم: «استعرضنا ما جرى في لبنان في الفترة الأخيرة وخصوصاً زيارة الرئيس سعد الحريري لسورية»، وأكد «ان موضوع التعيينات لا يعني مباشرة البطريرك وما يهمه كما كل لبناني بناء الدولة الفاعلة وفاعلية الإدارة وهو يتمنى ان تتم في الوقت المناسب والقريب». وزاد: «وضعته في صورة ما جرى في مجلس الوزراء حول هذا الموضوع وضرورة الاتفاق على معايير، ورغبتنا جميعاً هي ان نعطي الأولوية للجدارة والنزاهة وهذا لا يختلف عليه اللبنانيون والمهم ان نجد آلية لترجمة هذه التوجهات واحترامها». فتفت: جنبلاط يبعث رسائل الى سورية وكان عضو كتلة «المستقبل» النيابية أحمد فتفت شدد على «ان الحصص في التعيينات الإدارية محفوظة على قاعدة المناصفة بين المسيحيين والمسلمين»، واعتبر في حديث الى «أخبار المستقبل» ان «تشكيل لجنة خبراء تشرف عليها المؤسسات الرقابية وتختار الأشخاص الذين يمتازون بالكفاءة والنزاهة ويعود القرار بعدها الى مجلس الوزراء، خطوة مهمة نحو اعتماد الكفاءة والنزاهة». واستغرب فتفت قول رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون انه «يؤمن بالمحاصصة ويريد تطبيقها، بعدما كان يهاجمها خلال عقود»، وسأل: «إذا وصل الأمر على حصة معينة ووجد شخص أكفأ لدى «القوات اللبنانية» فهل يصر عون على ان يكون هذا الشخص من «التيار الوطني الحر» ولو كان أقل كفاءة؟». وردًا على سؤال اعتبر فتفت انّ «مساعي كبيرة ورسائل يبعثها وليد جنبلاط في شكل مباشر أو غير مباشر الى سورية»، وقال: «جنبلاط زعيم طائفة وهو زعيم كبير، أما هل ما يفعله هو صحيح أم لا؟ فإنّ التاريخ سيحكُم عليه، أما نحن فمن موقعنا كحلفاء كنا نتوقع وننتظر أي شيء آخر». وأضاف: «وليد جنبلاط أعلن خروجه من «14 آذار»، أما نحن فما زلنا في «14 آذار» ما يعني عدم التقاء المواقف في بعض الأحيان، ولكن هذا لا ينفي أنّ جنبلاط كان من روّاد ثورة الأرز والتاريخ سيحكُم على مواقف السياسيين». ورأى عضو الكتلة نفسها محمد الحجار «ان ما يريده اللبنانيون في موضوع التعيينات ان تكون مناسبة لتعيد ثقة اللبنانيين بالإدارة في الدولة»، واعتبر أن «ترجمة الثقة غير المسبوقة التي أعطيت للحكومة تكون بخطوات عملية تترجم أولويات المواطن الى مشاريع وإنجازات، وهذه الثقة تتحطم إذا رفعت المتاريس لاحقاً وتبين ان الذي جرى فولكلور». واعتبر عضو كتلة «القوات اللبنانية» النيابية فريد حبيب ان «التعيينات الإدارية والأمنية ستمرّ والتفاهمات الخاصة بها ستنضج وهي ستحصل على اساس المحاصصة، إذ إنها ليست المرة الأولى التي توضع الأمور على هذا المنوال وأثيرت ضجة كبيرة جداً حول هذه المسألة لم يكن البلد في حاجة اليها على الإطلاق». وقال عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي ألان عون: «سنشارك في التعيينات وفقاً للنسبة التي يمثلها التكتل في الحكومة والمجلس النيابي». وأكد ان «التوافق السياسي لن يلغي المحاسبة ولا يعني ان يتجاوز كل طرف القانون». ورأى عضو المجلس السياسي في «حزب الله» غالب أبو زينب «وجوب الجمع بين الكفاءة والحفاظ على الجو العام في حين أننا كلنا لا نستطيع تجاوز المحاصصة». وأشار إلى أنّ «وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية محمد فنيش يؤدي وظيفة أساسية ويستطيع أن يحصل على ثقة الجميع وعليهم أن يفرحوا وأن يحمدوا ربهم بأن هذه الوزارة بيد «حزب الله». وقال: «نحن وعون واحد في موضوع التعيينات». وعن قول البعض بوجود «شبح سوري» في التعيينات، قال: «هناك أناس تحتاج لعلاج نفسي في لبنان». وتابع: «رئيس الجمهورية هو رئيس لكل لبنان ويقوم بترتيب الأمور بالقدر الذي يستطيعه ويقوم بجهد في موضوع التعيينات».