دبي، لندن، واشنطن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - هدّد زعيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» اليمني ناصر الوحيشي في رسالة بثها موقع «أنصار المجاهدين» المتشدد على شبكة الإنترنت، بأن الآتي «أدهى وأمر» للولايات المتحدة بعد مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن. وقال: «قتل الأميركيون شيخنا، فهل قتلوا دين الشيخ ومنهج الشيخ ودعوته والروح المعنوية القتالية في الأمة التي أحياها؟ ليعلموا أن جذوة الجهاد توقدت أكثر، وباتت أعظم مما كانت عليه في حياة الشيخ». وأضاف: «لا تصوروا المعركة سطحية، وتوهموا الجميع بأن قتل أسامة سيُنهي الأمر. الآتي أدهى وأمر وما ينتظركم أشد وأضر، وعندئذ تعضون على الأصابع ندماً، وتترحمون على أيام الشيخ». وأكد الوحيشي المضي على عهد بن لادن الذي اعتبر أحد مساعديه في أفغانستان في التسعينات من القرن العشرين «حتى نموت على ما مات عليه، أو نقتلعكم من الأرض، ونطهرها منكم». وأشاد بأن بن لادن لم يعتذر مرة، ولم يتراجع، ووصفه بأنه «مقدام شجاع وزاهد وعابد وقوي العزيمة، لم يخشَ أحداً إلا الله، وأحيا في الأمة مشاعر الجهاد والجماعة والهجرة، وأقام ركن الولاء والبراء، وقسم الناس إلى فسطاطين، إيمان وكفر». وندد بأولئك الذين رحبوا بمقتل بن لادن، معلناً أن التاريخ «سيُسجل موقفهم المخزي، والعار العظيم الذي لا يمحى». وفي 25 كانون الأول (ديسمبر) 2009، حاول التنظيم في جزيرة العرب الذي يقوده الوحيشي منذ عام 2006 تفجير طائرة ركاب فوق مدينة ديترويت الأميركية، كما تبنّى إرسال طرود مفخخة جواً الى الولاياتالمتحدة نهاية تشرين الأول (أكتوبر) 2010 اكتشفتها الشرطة في دبي وبريطانيا قبل أن تنفجر. وبعد أيام على إعلان مصدر قبلي يمني نجاة أنور العولقي، عضو «القاعدة» الأميركي المولد والذي يشجع الهجمات على الولاياتالمتحدة، من غارة شنتها طائرة أميركية بلا طيار وأسفرت عن مقتل اثنين من قادة الصف الثاني في «تنظيم القاعدة باليمن»، أفادت صحيفة «ذي صن البريطانية» بأن العولقي وأيمن الظواهري الرجل الثاني في «القاعدة» سيشكلان قيادة عليا جديدة للتنظيم. وتوقعت الصحيفة تسمية الظواهري زعيماً جديداً للتنظيم، وأن يصبح العولقي (40 سنة) قيادياً بارزاً في التنظيم. ورأى خبراء في مجال مكافحة الإرهاب أن الظواهري سيعمل على تجميع التنظيم بعد تعرضه للتفكيك باستخدام العولقي الذي يُعد حالياً مصدر التهديد الإرهابي الأكبر لبريطانيا والولاياتالمتحدة، وارتبط بمؤامرات عدة ضدهما. وقال ناطق باسم مؤسسة «كويليام» لبحوث مكافحة الإرهاب إن «الظواهري سيحاول استمالة الفصائل وبينها تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن، حيث يوجد العولقي لتجميع التنظيم». ويعتقد أن الظواهري يختبئ في مدينة باكستانية، على غرار بن لادن قبل مقتله. على صعيد آخر، مثل أمام القضاء يمني اعتقل الأحد الماضي بعدما قرع بابَ مقصورة طائرة وهتف «الله اكبر» خلال رحلة من شيكاغو إلى سان فرنسيسكو، الثلثاء وذلك للرد على أهدافه الإرهابية المحتملة. واتهم الادعاء راجي أحمد محمد المرسي المقيم في كاليفورنيا والبالغ 28 من العمر بإلحاق أذًى بطاقم الطائرة، ما قد يعرضه للسجن 20 سنة. وقال خلال جلسة المحاكمة إن المتهم حاول اقتحام مقصورة القيادة، وتضارب مع ركاب وأعضاء الطاقم الذين تدخلوا لردعه. وأكد الادعاء أن تكرار عبارة «الله اكبر» يدل على النيات الإرهابية للمتهم، و «هو ما كرره خصوصاً خاطفو طائرة يونايتد إرلاينز في 11 ايلول (سبتمبر) 2001 أو العسكري الذي فتح النار في قاعدة تكساس عام 2009. والأكيد أن المتهم يمثل تهديداً كبيراً».