نظمت مؤسسة «نظرة» للدراسات النسوية في مصر ورشة كتابة للإناث اللواتي تخطين العقد الثاني من العمر، بعنوان «عروستي» في تموز (يوليو) 2014. وهذه العبارة انتشرت في مصر بعد فوازير الفنانة نيللي قبل سنوات والتي حملت عنوان «عروستي». وتداولها الشباب فترة طويلة، فمن لا يفهم كلام الآخر أو يتعجب منه يقول له «عروستي» لمزيد من الإيضاح. كان الغرض من الورشة بوح البنات عن نظرة المجتمع إلى العلاقة بين الشباب والبنات، في البيت والمدرسة والجامعة والعمل والشارع وغيرها. فكتبت المشاركات حكايات حقيقية وصادمة. تقول إحدى المشاركات: «في البداية لم أكتب شيئاً بسبب الخوف والارتباك، وفجأة انطلق قلمي». وأتت معظم الكتابات أو الحكايات متشابهة ومتشابكة، يجمعها همّ واحد وتطلعات وآمال تصب في طريق الحرية والمساواة وتغيير نظرة المجتمع إلى الفتاة. وتحوّلت الورشة الكتابية أغانيَ مسجّلة، بالتعاون بين «نظرة» واستوديو «بدروم» في الإسكندرية والمنتج الموسيقي بيتر ملاك. ومن وحي التجارب، كتبت المشاركات ست أغانٍ وأدّينها لتعبّر عن المحتوى الفكري للورشة. وصدرت الأغاني في ألبوم بعنوان «بنت المصاروة» نُظّمت لإطلاقه حفلة جماهيرية واسعة في ساحة روابط. وعدد الحاضرين الكبير الذي لم يكن متوقعاً، أوقع المنظمين في حالة من الارتباك، وقررت مديرة المشروع والمنتج الفني ندى رياض تنظيم حفلة إضافية نزولاً عند رغبة الجمهور. شاركت في الغناء مارينا سمير وإسراء صالح وميام محمود. وفي البداية قصت إسراء صالح تجربتها مع أبيها، عندما قررت أن تغني «راب» في الشارع، في منطقة إمبابة الشعبية والمحافظة حيث تعيش. وروت كيف شاركت في مسابقة «Arabs got talents» والتعليقات التي تلقتها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والتي نعتتها بألفاظ جارحة مثل «من غير تربية»... لكن الأهم بالنسبة إليها كان أن تعرف إذا كان أبوها غاضباً من هذه المشاركة، وسرعان ما «عرفت أنه يطبع ملصقات ترويجية لي ويوزعها على الناس كي يصوّتوا لي». ثم قدمت صالح مع زميلتيها أغنية «قولوا لأبوها» وهي أهزوجة شعبية تغنى في الأعراس وتعبر عن شماتة أهل العروس بأبيها بعدما فازوا لابنهم بتلك البنت الشريفة والجميلة. لكن في أسطوانة «بنت المصاروة» عُدّلت الكلمات على نحو جريء، إذ تقول: «قولوا لابوها، أبكي على الوكسة مكسورة بايدك والدموع في الفرشة، قولوا لابوها ضحكوا عليك... ولا بيحكوا». وروت ماريان سمير تجربتين، الأولى مع المدرسة والثانية مع سائق التاكسي: «اعتدنا عندما نركب تاكسي أن نغني أي أغنية نعمل عليها، وفوجئنا بإعجاب السائق وتشجيعه لنا، رغم ثقافته المحدودة». وقدمت بعد ذلك مع زميلتيها أغنية «فهّمونا زمان» التي تقول: «فهّمونا زمان إن إحنا بنات، صوتنا مكتوم جوانا تساؤلات، ممنوع الكلام ممنوع السلام. فهّمونا إن الجهل أمان، علمونا نبطل كلام». أما ميام محمود، فقدمت حكايتها مع الحجاب في مشهد تمثيلي أدّت فيه دور المحجبة وخالها وخالتها. ثم قدمت أغنية «مُرة مرار» التي تقول: «الحب عمره في يوم ما كان سيطرة، الحب هو اللي يقدم مش يرجع لورا، قال إيه عايز تحميني... انت كده بتلغيني». وعلى رغم بساطة الألحان، فإنها كانت موفقة في نقل المعنى ولائقة بأصوات البنات مع أداء «الراب» الاحترافي لإسراء صالح. وتناولت حكايات المشاركات التي شاركت في كتابتها إسراء صالح ومارينا سمير ومريم محسن وشيماء عبدالشافي وهاجر رمضان ودينا أحمد وآية سامي وميام محمود، الطرق التقليدية في الزواج والتحرش الجنسي وخروج البنات من المنزل، وسوى ذلك.