أعلن "معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي" اليوم (الإثنين) أن الدول التي تمتلك أسلحة نووية تحدث هذه الترسانات على رغم من الرغبة المعلنة للمجتمع الدولي بنزع هذا السلاح. وقال "المعهد" في بيان إن "عدد الرؤوس النووية في العالم وصل في مطلع العام 2015 إلى 15 و850 رأساً نووية، بينها أربعة آلاف و300 فعّالة، بينما في العام 2010 كان عددها 22 ألفاً و600 رأس بينها سبعة آلاف و650 رأساً فعّالة". وأضاف أن "وتيرة نزع الأسلحة النووية هذا العام، وعلى غرار العام الماضي ظلت بطيئة بالمقارنة مع ما كانت عليه في العقد الفائت." وبحسب الباحث في المعهد شانون كايل، فإن مسؤولية خفض عدد الرؤوس النووية في العالم تقع بالدرجة الأولى على عاتقيّ الولاياتالمتحدةوروسيا، كونهما تمتلكان سبعة آلاف و260، وسبعة آلاف و500 رأس على التوالي، أي أن حصتهما مجتمعتين توازي 90 في المئة من الترسانة النووية في العالم بأسره، ولكنهما مع هذا منخرطتان في "برامج تحديث ضخمة ومكلفة تستهدف الأنظمة الناقلة والرؤوس النووية وإنتاجها". وأوضح البيان أن بقية الدول التي تمتلك أسلحة نووية معترفاً بها قانوناً بموجب "معاهدة حظر الانتشار النووي" الموقعة في العام 1968، وهي الصين (260 رأساً)، وفرنسا (300 رأس)، وبريطانيا (215 رأساً) فهي "إما تنشر أنظمة جديدة لإطلاق الأسلحة النووية، وإما أعلنت عن نيتها فعل ذلك"، وتبدو مصممة على الاحتفاظ بترسانتها إلى ما لا نهاية. ولفت "المعهد" إلى أن "الصين هي الوحيدة من بين الدول النووية الخمس الكبرى التي تزيد ترسانتها من الرؤوس النووية"، مشيراً إلى أن هذا المنحى مرشح للاستمرار ولكن بصورة "متواضعة". وعلى رغم من أن ترسانات بقية الدول التي تمتلك أسلحة نووية هي أقل كثيراً من قدرات الخمسة الكبار، إلا أن ترسانتي الهند (ما بين 90 و110 رؤوس)، وباكستان (ما بين 100 و120 رأساً) لا تنفكان تتزايدان في حين أن إسرائيل (80 رأساً)، تجري اختبارات على صواريخ بالستية جديدة بعيدة المدى. وبحسب "المعهد" فإن البرنامج النووي العسكري لكوريا الشمالية (ما بين 6 إلى 8 رؤوس)، يتطور على ما يبدو من الناحية الفنية إلا إنه يصعب تقييم مدى تطوره. وأكد "المعهد" أن شفافية الدول في شأن ترساناتها النووية تتفاوت بشدة بين دولة وأخرى، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة هي الأكثر شفافية في هذا المجال، في حين لم تكشف فرنسا وبريطانيا عن بعض المعلومات المتعلقة بترسانتيهما. أما روسيا فهي تعتمد الشفافية في شأن ترسانتها النووية مع الولاياتالمتحدة فقط ولا تتحاور مع أي طرف آخر بهذا الشأن، بينما توقفت واشنطن عن نشر معلومات مفصلة عن القدرات النووية الروسية والصينية. ولا تزال الصين متكتمة بشدة بشأن ترسانتها النووية، في حين تكتفي الهند وباكستان بالإعلان عن تجاربهما الصاروخية. واعتبر كايل في البيان أنه "على الرغم من التصريحات الدولية المتكررة بشأن أولوية نزع السلاح النووي، فإن برامج التحديث الجارية في الدول التي تمتلك أسلحة نووية تدفع إلى الاعتقاد أن أياً منها لن يتخلى عن ترسانته النووية في المستقبل القريب". وتجري "مجموعة 5+1" التي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والتي تمتلك أكبر ترسانة نووية في العالم، بالإضافة إلى ألمانيا، مفاوضات شاقة مع إيران المتهمة بأنها تسعى خلف ستار برنامج نووي مدني إلى امتلاك السلاح الذري، وذلك بهدف إقتناعها بالتخلي عن هذا المسعى مقابل رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها.