أدرك المبتكران الفلسطينيان عصمت تفاحة ولما منصور أن أحلامهما بخصوص تحقيق النجاح لن تتحقق بسبب القيود المفروضة على بلدهما فغادراه لإيجاد مكان لمنتجاتهما على الساحة العالمية. ونقل كل من مستشارة تطوير الأعمال لما منصور، و المهندس عصمت تفاحة، شركتهما الناشئة للابتكارات من الأراضي الفلسطينية إلى استونيا لإنهاء عائق المعوقات القانونية الإسرائيلية ونقاط التفتيش والقيود المفروضة على استيراد السلع. وسبق لتفاحة ولما أن ابتكرا شاحن هاتف خفيفاً وعملياً وسريعاً سمياه "ذا نوت". وعلى رغم أن شركتهما "بولد غادغيتس" تبيع عدداً من المنتجات التقنية، إلا أن أشهر منتج لها هو "ذا نوت" أو العقدة لأنه يشحن بطاريات الهواتف المحمولة بطريقة نادرة ذات منافع كبيرة. ويشحن الجهاز الهواتف من خلال منفذ "يو إس بي" بسرعة مضاعفة، مقارنة بالكوابل الأخرى. وبمجرد أن يتم شحن الهاتف بالكامل يبدأ الشاحن بشحن بطارية داخلية مخفية تلعب دور مصدر طاقة للطوارئ يكفي للعمل في شكل مستقل نحو ثلاث ساعات. والتقى الشريكان في الجامعة. وأسسا شركتهما في العام 2014 لكنهما أُحبطا من القيود المفروضة على الحدود قرب منزليهما. بالتالي جاء تفكيرهما في نقل شركتهما إلى مكان آخر. وانتقل المبتكران إلى إستونيا في آذار (مارس) العام 2015 حيث بدأ إنتاج أول نموذج لمنتجهما الفائز في غضون شهرين. وفي نفس الوقت تمكنا من جمع مال من خلال موقع جمع التبرعات "انديغوغو" على الإنترنت. وأتاحت لهما حملة التبرعات فرصة أثبتت لهما أن انتقالهما كان مستحقاً. وأشارت منصور إلى أنه كان أمامهما ثلاثة شهور لتحقق شركتهما تقدماً خلال الفترة الأولى المسموح لهما بالإقامة فيها في استونيا بموجب تأشيرة الدخول. وقال تفاحة ومنصور إنهما أنجزا خلال شهرين فقط في استونيا ما كان يمكن أن ينجزاه خلال عام كامل في الضفة الغربية. وأضافت منصور "استونيا بها نظام متعاون في ما يتعلق بالشركات الناشئة. الجميع متعاون للغاية. الجميع يساعد. كأن هناك فارقاً شاسعاً بينها وبين البلاد التي جئنا منها". وبعد بضعة أسابيع من طرح اسم المنتج على موقع "انديغوغو" طلب الشاحن "ذا نوت" نحو ألف عميل وهو عدد تجاوز الأهداف الأولية للشركة. وأتاح المال الذي حصلت عليه الشركة الناشئة من التبرعات لها أن تنتج بأسرع من المتوقع وأن تتعامل مع شركات أخرى في أنحاء العالم. ويأمل المتبرعون بإنتاج "ذا نوت" أن يُسَوّق خارج أوروبا بحلول تشرين الأول (أكتوبر) المقبل متمنين أن يساعد ذلك صاحبَي شركة الابتكارات الناشئة على تقديم مزيد من الابتكارات مستقبلاً.