أظهرت دراسة تحليلية جديدة أجراها مركز أبحاث "فرد هاتشنسون" في سياتل بالولاياتالمتحدة الأميركية أن النساء اللواتي يعانين من الوزن الزائد أو السمنة يزيد لديهن احتمال الإصابة بسرطان الثدي بعد انقطاع الطمث، مقارنة بالنساء ذوات الوزن العادي. وتوصل الباحثون إلى أن خطر الإصابة بالسرطان يرتفع مع زيادة الوزن، كما أن النساء اللواتي يعانين من السمنة المفرطة يزيد لديهن احتمال الإصابة بالنوع الأكثر شيوعا من سرطان الثدي، وأنواع أخرى أكثر تقدما بنسبة 86 في المئة. وأشارت الباحثة المشرفة على الدراسة ماريان نيهاوزر إلى أن الصلة بين سرطان الثدي والوزن الزائد ظهرت في دراسات سابقة، لكن من المهم تأكيد مثل هذه العلاقة خصوصا بالنسبة إلى عامل متغير مثل الوزن لأنه "يشير إلى أن النساء قادرات على فعل شيء بخصوصه." وفي الدراسة الجديدة التي نشرت في دورية "غاما" لعلم الأورام، حلل الباحثون معلومات جمعوها من دراسة طويلة الأمد وواسعة النطاق أجرتها مبادرة "صحة النساء". وفحص الباحثون معلومات عن 67 ألف و142 إمرأة من أنحاء الولاياتالمتحدة تتراوح أعمارهن بين 50 و79 عاما في فترة ما بعد انقطاع الطمث، وتتبعوا أحوالهن الصحية على مدى 13 عاما. وقُسمت النساء في الدراسة إلى أربع مجموعات وفق معدل أوزانهن نسبة إلى الطول. وفي الإجمالي أصيبت 3388 منهن بالسرطان بحلول 2010. وشخصت إصابة حوالى خمسة في المئة من النساء في كل مجموعة بسرطان الثدي خلال فترة الدراسة، كما لوحظ ارتفاع خطر الإصابة بالسرطان مع ازدياد الوزن، إذ بلغ عدد المصابات بالسرطان من صاحبات الوزن الزائد أكثر من مثيلاتهن من أصحاب الوزن العادي. وخلص الباحثون إلى أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء الأكثر سمنة وخصوصا النوع الذي يغذيه هرمونا الإستروجين والبروجسترون، كانت أكثر بنسبة 86 في المئة مقارنة بالنساء ذوات الوزن العادي. وأشار الباحثون إلى أن اللجوء إلى علاج هرموني بعد انقطاع الطمث لا يغير العلاقة بين سرطان الثدي والوزن، كما لم يقلص خفض الوزن من زيادة مخاطر الإصابة بالسرطان. وقالت نيهاوزر "اعتقد أنه من المهم الإشارة إلى أن هذه النتيجة لا تعتبر حكما نهائيا على (عامل) خسارة الوزن"، مشددة على ضرورة إجراء دراسة تجريبية تظهر فعلا ما إذا كان خفض الوزن يقلل بدوره مخاطر الإصابة بالسرطان. وقال رئيس القسم الطبي المتخصص بأمراض الثدي في مركز "سلون كترنغ" التذكاري للسرطان في نيويورك كليفورد هوديز إن النتائج الجديدة "بمثابة تنبيه من احتمال وقوع الضرر بمجرد زيادة الوزن." وأشار هوديز الذي شارك في كتابة افتتاحية أرفقت بالدراسة الجديدة، إلى أنه يتعين اكتشاف سبب زيادة مخاطر السرطان المرتبطة بزيادة الوزن حتى يمكن التوصل إلى حلول. وقال هوديز "لسوء الحظ زيادة الوزن والسمنة هي مشكلة متنامية في الدول الغربية، إنها تحد لقطاع الصحة العامة".