بحسب تقارير صحافية متقاطعة ظهرت على شبكة الإنترنت أخيراً، نجحت موسكو في الحصول على نصيب الأسد في سوق السلاح اليمني، على رغم الضجة الإعلامية عن التعاون العسكري بين صنعاء وواشنطن! وحازت روسيا نسبة 59 في المئة من إجمالي الأسلحة الأساسية المُباعة لليمن، مقابل أقل من 1 في المئة للولايات المتحدة، في ما تواصل دول عربية خليجية تمويل مشتريات اليمن المتعاظمة من السلاح. وتتبنى القوات المسلحة اليمنية خطة تحديث طموحة في نُظُم تسليحها، تبلغ تكلفتها قرابة 4 بليون دولار. وتأتي أغلبية الأسلحة التي تعتمد اليمن عليها حاضراً من روسيا والصين وأوكرانيا وغيرها من دول أوروبا الشرقية وجمهوريات الإتحاد السوفيتي السابق. وبعيد محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب أميركية خلال رحلة بين أمستردام وديترويت في عيد الميلاد، تعهّدت إدارة باراك أوباما أن تضاعف مساعداتها العسكرية ومعوناتها لمكافحة الإرهاب في اليمن، لتصل الى 150 مليون دولار، بغية دعم حكومة الرئيس علي عبد الله صالح التي تواجه أوضاعاً صعبة. تضاف هذه المساعدات العسكرية الأميركية الجديدة إلى ما يتلقاه اليمن حاليا من معونات، بحسب ما يرد في المواقع الالكترونية لبرامج أميركية متخصصة مثل "برنامج التمويل العسكري الأجنبي"، و"برنامج التعليم والتدريب العسكري"، و"برامج عدم إنتشار الأسلحة النووية"، و"محاربة الإرهاب وإزالة الألغام"، و"مكافحة أسلحة الدمار الشامل" وغيرها. وعلى رغم ذلك، لا يمثّل التسليح الأميركي إلا جزءاً ضئيلاً (1في المئة) من التسليح والتدريب الذي تقدّمه دولاً أخرى لصنعاء. إذ أصدر "معهد استكهولم الدولي لبحوث السلام" Stockholm Institute for Peace Researchs، المتخصّص في بحوث رصد التسلح ونزع السلاح، تقريراً ورد فيه أن الأسلحة الروسية تشكّل نحو 59 في المائة من الأسلحة الأساسية التي تسلّمها اليمن بين عامي 2004 و2008. وحلّت أوكرانيا ثانية في الأمر نفسه، بنسبة 25 في المئة، ثم إيطاليا (10 في المئة)، ثم استراليا (5 في المئة). وأوضح أحد مدراء "معهد استوكهولم...) أن وسائل الإعلام الروسية أوردت أن اليمن قد وقع علي صفقة لشراء نحو بليون دولار من الأسلحة من روسيا، في بداية 2010. وتردّد أن هذه الأسلحة تشمل مقاتلات "ميغ 29"ومروحيات ودبابات ومدرعات. وفي سياق متصل، أشار تقرير لمؤسسة "فوركاست الدولية" الأميركية، المتخصّصة في المجال العسكري أيضاً، إلى ان معظم ما يتصل بالسلاح في اليمن، يمدّ خيوطه الى روسيا، مُلاحظاً ان القوات اليمنية لديها أصلاً ترسانة ضخمة من الأسلحة الروسية. وكذلك أفادت بعض دوائر الكونغرس الأميركي بان اليمن تلقّت، بداية من 2001، أسلحة قيمتها 1,4 بليون دولار، توزّعت على روسيا (600 مليون دولار)، والصين ( 200 مليوناً) ودول الجمهوريات السوفيتية السابقة ( 400 مليوناً). وتزعم صحيفة "نيويورك تايمز" أن دولاً عربية قدمت لليمن في العام الماضي مساعدات قيمتها 2 بليون دولار، ما "يقزّم" مبلغ ال 150 مليوناً الذي تعتزم إدارة أوباما طلبها من الكونغرس. ومع تزايد التهديدات المتصلة باليمن، تتجه الولاياتالمتحدة للتركيز عليها كجبهة جديدة في حربها ضد تنظيم "القاعدة"، ما يعكس إدراك الولاياتالمتحدة لأهمية اليمن في الأمن والإستقرار الإقليميين. وتتضح الأهمية الجيو- استراتيجية لليمن في جوارها للمملكة العربية السعودية، ومحاذاة شواطئها لممرات ممرات النقل البحري، خصوصاً عند مداخل البحر الأحمر والخليج العربي. [email protected] ___________ * إعداد