توقع تجار مواش أن يرتفع الطلب خلال الأشهر المقبلة على الأغنام بأكثر من 50 في المئة مواكبة للمناسبة الدينية والاجتماعية، غير أنهم أوضحوا أن أسعار هذا العام ستشهد استقراراً نتيجة لتوافر كميات كبيرة من المعروض. وأوضحوا في حديثهم ل«الحياة»، أن هذا العام شهد ترتيبات أكبر من تجار المواشي لتلافي انخفاض الكميات، وأن الدول المعتمدة للاستيراد منها أوفت بتوفير الكميات المطلوبة من دون أية عراقيل أو مخاوف نتيجة للأمراض. وقال نائب رئيس لجنة المواشي بالغرفة التجارية الصناعية بجدة فهد السلمي: «إن الأمور لهذا العام ميسرة وعمليات الاستيراد من السودان والصومال تتم بشكل ميسر من دون مشكلات»، مبيناً أن ارتفاع الأسعار بحدود 10 في المئة اعتماداً على العرض والطلب أمر طبيعي في المواسم، غير أن ما كان يحدث خلال الأعوام الماضية من ارتفاعات جنونية للأسعار نتيجة لنقص العرض لن يتكرر. وأوضح السلمي أن الأسعار لهذا العام ستراوح بين 1200 و1700 ريال لكل الأنواع الشهيرة مثل النجدي والنعيمي والحري، بحسب حجم المواشي وكمية الطلب، مبيناً أن الكميات المتوافرة من الإنتاج المحلي جيدة. وأضاف: «السوق تتسم بالاستقرار هذا العام، ولا نتوقع ارتفاعاً مثلما حدث في أعوام سابقة، إضافة لتدارك العاملين في السوق لعمليات النقص بمعرفة حجم الطلب ودرسه بشكل جيد، إذ تم التجهيز لاستقبال المواسم المتلاحقة المتمثلة في موسم شهر رمضان، ثم موسم احتفالات الزفاف خلال موسم الصيف، يليه موسم الحج الذي يستهلك كميات ضخمة منها مليون رأس من الأضاحي تذهب للبنك الإسلامي وحده». وبين أن «الاستيراد خلال هذه المواسم يزيد على ثلاثة ملايين رأس، إضافة إلى توافر المحلي بكثرة وكذلك عن طريق دول أخرى مثل الأردن، مطمئناً المستهلكين بأن كل التجار لا يساورهم قلق من نقص المعروض. وحول عمليات الاستيراد خلال هذا العام، أوضح السلمي أن وزارة الزراعة سمحت بكل بالاستيراد من البلدان التي لم تشهد أمراضاً أو أوبئة وفق أخبار المنظمات العالمية حول هذا الموضوع، ولم تكن هناك أعراض كبيرة خلال هذا العام، مشيراً إلى أن عمليات الاستيراد في دول الخليج متماثلة، إلا أن السعودية تتشدد أكثر وتعتمد على الكشف الطبيعي والحي والمعاينة بوضع المواشي في المحاجر حتى تثبت سلامتها. وعن مدى تأثير عودة المواشي الأسترالية في الأسعار في حال اتفاق الجانبين السعودي والأسترالي على فتح استيرادها مرة أخرى، قال السلمي: «أستراليا اتخذت منهجاً من ناحية الرفق بالحيوان، إلا أن طريقة الذبح الإسلامي هي المثلى وأفضل من كثير من الدول التي تعتبر وسائل الذبح لديها وحشية». بدوره، قال بائع المواشي حسن العبدالرحيم، إن سوق المواشي في المملكة شهدت كثيراً من الترتيبات والتنظيمات الجديدة بعد الأسعار الخرافية التي وصلت إليها الأسعار قبل ثلاثة أعوام، وهناك تحركات جادة على المستويين الحكومي والخاص لبحث قنوات جديدة آمنة لاستيراد الأغنام. وأشار إلى تراجع الطلب على الأنواع الغالية في موسم رمضان لمصلحة أنواع أرخص، كما انخفض الطلب على اللحوم عموماً بسبب ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء خلال الأعوام العشرة الأخيرة، وذلك لمصلجة الدواجن وبدائل أخرى عن الأغنام. ونصح العبدالرحيم المستهلكين بالشراء من محال البيع المعتمدة وتجاهل الباعة العشوائيين المنتشرين في الشوارع المحيطة بالأسواق. وطالب المتخصص بشؤون المستهلك سعد الدليمي المشترين بالتنبه للحيل التي يستخدمها بعض باعة المواشي، والتعرف على وسائل الغش وطرق كشفها، مبيناً أن كثيراً من الناشطين في وسائل التواصل يقدمون للمستهلكين وسائل للشراء الآمن للحوم أو لأي سلع أخرى. وذكر بعض الحيل التي يستخدمونها، ومنها تقديم بعض أنواع الأطعمة التي تدفع الماشية لشرب مزيد من المياه، وبالتالي يتم إخفاء هزلها، وكذلك غسلها بطرق معينة، إلى آخره من حيل يتم كشفها بسهولة. ودعا الدليمي المستهلكين إلى تحري الأسعار، وقال: «المشكلة مع أسواق المواشي أنها ليست سلعة منظمة، بل تتعامل مع كائنات حية ويصعب في بعض الأحيان إنكار حالات الغش إذا أنكر البائع، والمفترض من المستهلك الذي لا يفهم بالمواشي التوجه لباعة ثقات، أو شراؤها مذبوحة وجاهزة وآمنة من خلال منافذ البيع الكبيرة والمنتشرة في كل الأسواق».