توفي الإعلامي السعودي الدكتور بدر كريم أمس (السبت) بعد معاناة مع المرض، وسيصلى عليه اليوم (الأحد) بعد صلاة الظهر، في جامع الملك خالد بأم الحمام في الرياض. ونعى عدد من المثقفين والإعلاميين زميلهم الراحل، إذ يقول عبدالرحمن الهزاع: «كانت معرفتي بالدكتور بدر كريم من التسعينات، حينما كان مسؤولاً عن المذيعين في إذاعة جدة، وامتدت صداقتي معه لأعوام طويلة. عملنا سوياً إبان أزمة الكويت، وبهرني نشاطه ومثابرته واهتمامه بإخراج مادة إعلامية مميزة»، لافتاً إلى أن الفقيد لديه إصدارات ومؤلفات تعد مرجعاً أساسياً لكل إعلامي. وذكر المشرف العام على «القناة الثقافية» عبدالعزيز العيد أن الساحة الإعلامية فقدت قامة كبيرة، وجزءاً من تاريخ الإعلام، وأحد الرواد الأوائل الذين مهدوا الطريق للأجيال، ومن الأشخاص الذين أسسوا للبدايات الإعلامية، خصوصاً في مجال الإذاعة. وأضاف: «كان حصول الدكتور بدر كريم على الدكتوراه نموذجاً للكفاح، وإن تلقي العلم والمثابرة له لا يتوقف عند سن معين، فكان له الخياران الإعلام والعلم»، مشيراً إلى أن الفقيد يهتم ويعتني حتى بأصغر الأمور ولا يجعلها تغيب عن نظره، «تعلمت منه الكثير في محاضراته وندواته في الأندية الأدبية». وأوضح الإعلامي عبدالمحسن الحارثي أن الدكتور بدر كريم إنسان بارز، ورحيله خسارة كبرى على الإعلام السعودي، «ونسأل الله له الرحمة والمغفرة». وأكد أنه استفاد من الراحل التوجيهات والنصائح، التي خدمته في مسيرته الإعلامية. وكتب الشاعر فاروق بنجر بيت شعر حزناً على الراحل، إذ يقول فيه: «ومثله صوتاً يخلده/ في منبر الأضواء نبراس». ولد الدكتور بدر كريم في محافظة ينبع عام 1935، والتحق بالعمل الحكومي عام 1954 بجوازات محافظة جدة، ثم عمل مراقباً للمطبوعات بالمديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر عام 1957، وبعدها عمل مذيعاً في الإذاعة السعودية. وفي عام 1980 عيّن الدكتور بدر كريم مديراً عاماً للإذاعة السعودية، ثم مديراً عاماً لمؤسسة «مروة» للعلاقات العامة والإعلام والإنتاج الإعلامي، بعد ذلك عيّن مديراً عاماً لوكالة الأنباء السعودية، كما عمل محاضراً في قسم الإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض. وحصل الدكتور كريم على درجة الماجستير في علم الاجتماع من جامعة الملك عبدالعزيز عام 1986، كما حصل على شهادة الدكتوراه، واختير في عام 2001 عضواً بمجلس الشورى. وترأس الدكتور كريم عدداً من الوفود الإعلامية التي تابعت النشاطات الداخلية والخارجية للملك فيصل، وكان عضواً بالجمعية السعودية للإعلام والاتصال، وعضواً بمجلس إدارة جمعية الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، ورئيساً لمركز «غزوة» للدراسات والاستشارات، ونائباً لرئيس تحرير صحيفة «عكاظ». وألف الفقيد عدداً من الكتب، أبرزها: سنوات مع الفيصل، وأتذكر، وقراءة في فلك الإعلام، والكلمة المسموعة، ونشأة وتطور الإذاعة في المجتمع السعودي، ودور المذياع في تغيير العادات والقيم في المجتمع السعودي، والإعلام أدوات ومسؤوليات، إضافة إلى بحوث إعلامية واجتماعية، وأسهم في كتابة مقالات اجتماعية وإعلامية في بعض الصحف والمجلات السعودية.