تشهد الأيام الحالية سلسلة من التحركات السياسية السورية في اتجاه اميركا اللاتينية والهند وإيران وباكستان، اضافة الى دعوة الرئيس بشار الأسد الولاياتالمتحدة الى «لعب الدور الذي يمكن من خلاله ضمان تحقيق السلام والتزامه»، مع تأكيده ان «المشكلة الحقيقية هي في عدم وجود طرف اسرائيلي مستعد للسلام». وأفاد ناطق رئاسي ان الأسد بحث امس مع عضو مجلس الشبوخ الأميركي السي هاستينغز في تطورات الأوضاع في المنطقة وآفاق السلام وجدد موقف سورية الثابت من موضوع السلام. وأشار الناطق الى ان اللقاء تناول موضوع العراق اذ «اكد الأسد دعم سورية أمنه واستقراره وحرصها على وحدة أراضيه، داعياً الولاياتالمتحدة الى تكوين صورة حقيقية شاملة عن مشاكل المنطقة لأن رؤية جزء من المشكلة لا يسهم في حلها». وزاد الناطق ان هاستينغز «اعرب عن أمله بتطوير العلاقات السورية - الأميركية لما فيه مصلحة البلدين والمنطقة». وفيما يجري الأسد اليوم محادثات مع الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري يتوقع ان تتناول العلاقات الثنائية والأوضاع في أفغانستان والشرق الأوسط، بدأت امس المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان زيارة للهند تستمر ثلاثة ايام تتناول العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر في العديد من القضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك ومتابعة نتائج زيارة الرئيس الأسد للهند عام 2008. وأفادت مصادر رسمية امس ان شعبان التقت وزير الموارد البشرية كابيل سيبال و«أطلعته على رغبة الحكومة السورية والرئيس الأسد خصوصاً في تعزيز أواصر التعاون والتقارب بين الشعبين الصديقين». كما زارت المركز الثقافي الإسلامي الهندي والتقت نخبة من رؤساء التحرير والمفكرين ومدراء وكالات الأنباء والإعلاميين المتميزين والسفراء العرب. وقالت المصادر ان شعبان «شرحت حقيقة الأوضاع السائدة في الشرق الأوسط والتحديات التي تواجه المنطقة ودور الرئيس الأسد في تحويل هذه التحديات إلى عوامل قوة للمشروع العربي المناهض للمشروع الصهيوني والإمبريالي»، كما تحدثت عن «الصعوبات التي فرضت على سورية خلال السنوات الخمس الماضية نتيجة مواقفها الرافضة للحرب على العراق والمؤيدة لمبدأ المقاومة لاستعادة الحق العربي، اذ أكدت أن رؤية الرئيس الأسد وقراراته كانت الأساس في التغلب على تلك الصعوبات وإعطاء مزيد من الزخم للمشروع العربي المقاوم والمؤمن بالسلام العادل والشامل». وقالت المصادر ان شعبان وضعت محاوريها «في صورة المأساة اللاإنسانية المفروضة على الشعب الفلسطيني بسبب الاحتلال الإسرائيلي واستمرار الحصار المجرم بعد العدوان الإسرائيلي على غزة، وموقف سورية المؤيد للمصالحة الفلسطينية والمتمسك باستعادة الحقوق العربية كاملة غير منقوصة». وكانت مصادر رسمية اعلنت ان الأسد بعث رسالة شفوية الى رئيسة الأرجنتين كريستينا فيرنانديز تناولت العلاقات الثنائية ودعوتها إلى زيارة سورية. وقالت المصادر ان فيرنانديز وعدت بتلبية الدعوة العام الحالي، ودعت الأسد إلى زيارة الأرجنتين. وأضافت المصادر ان فيرنانديز اكدت خلال لقائها وزير الإعلام محسن بلال «العلاقات التاريخية بين البلدين ونضالهما ضد الاحتلال وتضامنهما ثنائياً وفي المحافل الدولية لخدمة القضايا المشتركة التي تهم البلدين»، مشيرة الى ان «إقامة الدولة الفلسطينية وانسحاب إسرائيل من الجولان السوري المحتل هما عنصر أساسي لتحقيق السلام والاستقرار الدولي»، وقالت: «ان استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية هو تهديد للسلم العالمي»، وإن «قضية السلام مشتركة» بين بلادها وسورية، مضيفة انها «تحدثت عن الدور المحوري لسورية بقيادة الرئيس الأسد في استقرار المنطقة، وأن تحقيق السلام في الشرق الأوسط يعتبر مسألة جوهرية من أجل تحقيق الأمن والسلام الدوليين». ويتوقع ان تقوم فيرنانديز بزيارة لسورية العام الحالي، وأن تجتمع اللجنة المشتركة السورية - الأرجنتينية في الأشهر المقبلة. ويسعى البلدان إلى توقيع اتفاقية لجذب وحماية الاستثمارات المشتركة وتوقيع اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي وإقامة معارض متبادلة ومراكز للبضائع السورية في المدن الأرجنتينية. الى ذلك، نقلت مصادر في دمشق عن رئيس مجلس الشعب (البرلمان) السوري محمود الأبرش تأكيده حرص بلاده على «تعزيز العلاقة الإستراتيجية والتعاون الأخوي مع إيران في المجالات كافة». وأضاف في خطاب القاه امس امام مجلس الشوري الإيراني ان «العلاقات المتميزة بين الشعبين لم تبنها المصالح الآنية بل قامت على أساس التاريخ القديم والمعاصر، وأن الشعبين الصديقين يشتركان في صياغة التاريخ لبناء الحاضر والمستقبل». من جانبه، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني إن العلاقات بين البلدين «استراتيجية وطويلة الأمد، وهناك تعاون وطيد بين البلدين حيال القضايا المتعلقة باستقرار المنطقة وأمنها». ونقلت المصادر الرسمية عن مرشد «الثورة الإسلامية الإيرانية» علي خامنئي حديثه على «العلاقات السورية - الإيرانية القوية والمتينة في المجالات المختلفة».