تفاجأت ثلاث مذيعات صغار في برنامج خاص لاستقبال مشاركات الأطفال في إحدى القنوات الفضائية باتصال من إحدى المشاركات التي امتدحت المذيعتين إلا واحدة جرحت مشاعرها بكلام جارح على الهواء مباشرة وعلى رغم أن المتصلة شطحت وجرحت برأيي كان لابد أن تعاقب بأي طريقة حتى لا تتكرر مثل هذه التصرفات التي لا تليق بمستوى الأطفال الذين هم بحاجة لرعاية واهتمام حتى يكونوا أشخاصاً فعالين في المجتمع، وعلى رغم أن المذيعة الصغيرة جُرحت مشاعرها إلا أنها شكرت المتصلة وبعد ذلك «ذرفت الدموع». وعلق الاختصاصي الاجتماعي ومستشار الهيئة الوطنية للاعتماد والتقويم، الأكاديمي في وزارة التعليم العالي الدكتور عبدالمجيد طاش على هذا التصرف قائلاً: «اعتقد أن الأطفال الذين لا يمتلكون مهارات وفن التعامل مع الآخرين والتحدث معهم، لهم أسباب كثيرة، ولعل أهمها عملية التربية، والظروف النفسية والاجتماعية، التي يعيش فيها الطفل داخل الأسرة، فإذا كان لدي نوعية من الأطفال الذين يتكلمون بطريقة حادة وجارحة مع الآخرين، فهم بالتأكيد متأثرون بأسرهم وتعودوا على ذلك ويعتبرونها الطريقة الصحيحة في التعبير، وهذا سلوك تعلمه الطفل داخل الأسرة، فإذا كانت الأسرة ليس فيها ضبط اجتماعي لسلوكيات وتصرفات الطفل، سواء عندما يتحدث أو يفعل، فهو سيتصرف بشكل غير مناسب». برأيك، لماذا يقوم بعض الأطفال بالشتم حتى في مشاركاتهم في البرامج التلفزيونية؟ - قد نرجعها لكثير من الأسباب النفسية أو الاجتماعية، وفي بعض الأحيان يحدث غيرة من الشخص الذي أمامه ليشبع غيرته من خلال التهجم على الآخرين، وممكن يكون لعوامل اجتماعية داخل الأسرة، وهي كثيرة ولا نحصرها في عامل واحد، ولابد أن تؤخذ كل حال على حده إذا أردنا أن ندرسها ونعرف «لماذا هذا الطفل يتصرف بهذا الشكل؟»، ومن جهة أخرى هناك عوامل مشتركة قد تكون الأسرة طرفاً فيها، أو الحال النفسية التي يعيشها الطفل، مثلاً، وضعه الاجتماعي السيئ فيفرغ على الآخرين الضغوط التي عليه. ما السبب وراء تصرف الأطفال الذين ينقلون كلاماً بذيئاً، وما الحل في رأيك؟ - هذا سلوك خاطئ، وجميعهم «الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام» مسؤولون عن تعليم الطفل مهارات التعامل مع الآخرين، لأنها قضية مهمة لابد أن ينشأ الأطفال عليها، فالأسرة مسؤولة عن تنمية المهارات، والمدرسة لها دورها في كيفية التعامل والحوار والنقاش مع الآخرين والتعبير عن وجهات النظر. كيف نعلم أطفالنا عدم الشتم، والنقد بأسلوب مهذب؟ - نحتاج داخل الأسرة كآباء وأمهات وأخوه وأخوات أن نحترم بعضنا البعض حتى لا يتعرض الطفل لتعلم الشتم، وفي المدرسة لابد أن تعزز سلوكيات هؤلاء الأطفال، وأنتم تثيرون قضية مهمة جداً في «كيف يتعلم أطفالنا، وكيف يتحدثون ويتخاطبون مع الآخرين ويحترمون وجهة نظرهم بكل تهذيب؟»، هذا الأمر ضروري في تنمية شخصية كل إنسان مستقر نفسياً واجتماعياً.