يلتقي رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس في بروكسل اليوم (الأربعاء) المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، غداة إعلان نائب رئيس المفوضية الأوروبية عن احتمال التوصل إلى اتفاق بين أثينا والجهات الدائنة "خلال الأيام القليلة المقبلة". ويأتي اللقاء مع المستشارة الألمانية بينما قدمت اليونان التي تعاني من ضائقة مالية أمس، خطة إصلاحات جديدة إلى الجهات الدائنة، الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. وتحتاج اليونان بشكل ملح إلى دفعة قدرها 7.2 بلايين يورو (8.1 بلايين دولار) لسداد مستحقاتها المالية قبل 30 حزيران (يونيو)، بموجب خطة المساعدة المالية التي أقرت في العام 2012، وتفادي الخروج من الاتحاد الأوروبي. وارتفع سعر صرف اليورو اليوم مع مراهنة المستثمرين على أن اليونان تقترب من توقيع صفقة الإنقاذ مع الدائنين الدوليين. وارتفع إلى 1.1297 في مقابل الدولار، و140.51 في مقابل الين في تعاملات طوكيو، بينما كان 1.280 للدولار و140.23 للين في تعاملات نيويورك. ويأتي لقاء تسيبراس مع ميركل في موازاة محادثات محتملة مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على هامش قمة للاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية. ويعقد أيضاً غداة إعلان نائب رئيس المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس أنه من المحتمل أن تتوصل أثينا إلى اتفاق مع الجهات الدائنة خلال الأيام القليلة المقبلة حول الإصلاحات الكفيلة بتقديم المساعدة المادية إليها. ودعا اليونانيون إلى إظهار إرادة سياسية، أي تكتيكات ومناورات أقل، والمزيد من العمل حول أساس المشكلة، للتوصل إلى اتفاق. وقالت مصادر أوروبية إن السلطات اليونانية ما زالت ترفض أهداف الموازنة التي يعتبرها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي ضمانة. ولا تزال هناك هوة كبيرة بين الجهات الدائنة والحكومة اليونانية التي وصلت إلى السلطة في كانون الثاني (يناير)، إثر وعود بإنهاء إجراءات التقشف المؤلمة الناتجة عن صفقة الإنقاذ بقيمة 240 بليون يورو التي اعتمدت في 2010. ويبدو أن رئيس المفوضية الأوروبية جان- كلود يونكر لن يكون حاضراً في اجتماع اليوم، بعدما رفض تسيبراس خطة قدمها يونكر الأسبوع الماضي ووصفها ب"العبثية"، ما دفع برئيس المفوضية إلى اتهامه بأنه لا يحترم "أبسط القواعد". وقال مصدر في الاتحاد الأوروبي إن يونكر أبلغ مفوضين أوروبيين أن اجتماعاً مع تسيبراس سيكون "مضيعة للوقت"، وأضاف: "من الأفضل لقاء أميركيين لاتينيين". وكان تسيبراس قال في مقابلة الأحد إن "الإخفاق في التوصل إلى اتفاق سيكون كارثياً على منطقة اليورو". وصرح لصحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية: "أعتقد أن الأمر واضح. ستكون بداية نهاية منطقة اليورو". ويواجه تسيبراس أيضاً ضغوطاً هائلة من الجناح المتشدد في حزبه سيريزا، الذي تعهد بمواجهة أي محاولة للرضوخ لمطالب الدائنين. وحث تسيبراس حزبه خلال اجتماع مغلق أمس، على "دعم الجهود التي تبذلها الحكومة"، وأي اتفاق يتطلب موافقة وزراء مالية منطقة اليورو ومجموعة اليورو الذين بدأ صبرهم ينفد في مواجهة عدم رغبة حكومة اليونان اليسارية إقرار الإصلاحات مقابل المال. وحذر رئيس مجموعة اليورو يروين ديسلبلوم اليونان من أي تفاؤل غير مبرر، فيما لا يزال هناك الكثير للتفاوض حوله. وأضاف وزير المالية الهولندي في خطاب إذاعي أسبوعي، أن "هذا يخفف مما هو مطلوب منهم، لإعادة الموازنة (اليونانية) إلى ما كانت عليه، ووضع الاقتصاد على المسار الصحيح مجدداً". واضطررت اليونان الأسبوع الماضي إلى تأجيل دفع 300 مليون يورو مستحقة لصندوق النقد الدولي حتى نهاية حزيران (يونيو)، عندما تستحق دفعة سداد للصندوق تصل إلى 1.6 بليون يورو، ما يجعل أثينا البلد الأول الذي يلجأ إلى هذا الخيار بعد زامبيا في ثمانينات القرن الماضي. وذكرت مصادر أن جوهر الاقتراح اليوناني يتلخص في محاولة أثينا تأجيل الدفعات الكبيرة المتوجب سدادها إلى "البنك المركزي الأوروبي" هذا الصيف، بتحويل ذلك الدين إلى صندوق السيولة الأوروبي المخصص لمواجهة الأزمات والخاضع لسيطرة الحكومات الأوروبية. ذكرت مصادر أوروبية لوكالة "فرانس برس" أن اليونان والجهات الدائنة تناقش احتمال تمديد برنامج منطقة اليورو الحالي للإنقاذ حتى آذار (مارس) 2016. وسيكون هذا في حال حدوثه التمديدَ الثالث لليونان منذ العام الماضي، ويتصادف مع نهاية اتفاق صندوق النقد الدولي مع أثينا الذي تم في الوقت ذاته مع برنامج الاتحاد الأوروبي و"البنك المركزي الأوروبي".