(1) لن يتذكر ألم ركبتيه حينما أوقعه أخوها، وهما يلهوان معاً في غرف المنزل المزدحمة، لكنه سيظل يتذكر ألم ضحكتها. (2) في منتصف الطريق المؤدي إلى قلب الذكرى توقف. خنقته العبرة فبكى. (3) لن تموت من الحزن ستمر ليالٍ طويلة، وهي تفكر فيه بحرقة، ولكنها لن تموت من الحزن. بعد أشهر... ربما تتذكر أنها ذات يوم أحبته. (4) سيكتب في فراغ الصفحة أشياء كثيرة عن الفقد الذي يستشعره في غيابها، عن الحزن الذي يسكنه بعد رحيلها، عن الصباحات البائسة في المحطة.. في القطار.. في الجامعة.. في المطعم .. حين خلت كل الأماكن منها. سيسألها: لماذا رحلت من دون وداعٍ؟ سيخبرها كيف أصبحت «بيتسبيرغ» خاوية. ثم سيمحو كل ما كتب، ويكتفي بحالته الجديدة في (واتسآب): فقد وحنين وفراغ لا يملأه أحد سواك. (5) حين أطل من شرفة الخيال على حديقة الذكرى رآها: «تفرد ذراعيها لاحتضانه تفرش بسمتها الصافية لقبلاته تغني له وحده...» فقفز ... لكنه اصطدم بأرض صلدة صنعها بيديه. * قاص وأكاديمي سعودي.