تعمل نحو 80 سيدة سعودية خلف الكواليس، في التحضير لخوضهن انتخابات المجالس البلدية المزمع أن تنطلق أول مراحلها مطلع ذي القعدة المقبل (بعد نحو 100 يوم). وفيما تتحفظ السعوديات اللاتي يعتزمن خوض الانتخابات على مشاركتهن في الانتخابات، التي تخوضها المرأة ناخبة ومرشحة للمرة الأولى منذ انطلاق الانتخابات قبل نحو عقد، فإن ناشطة اجتماعية وسيدة أعمال في المنطقة الشرقية، أعلنت عن نيتها الترشح لعضوية المجلس البلدي في حاضرة الدمام. وكشفت الناشطة الاجتماعية فوزية الهاني، أن أكثر من 80 سعودية يعتزمن ترشيح أنفسهن لانتخابات المجالس البلدية. وقالت ل «الحياة»: «إن المرأة السعودية ستكمل ما كان ناقصاً في المجالس البلدية». وقالت المرشحة المرتقبة حنان محمد الدهام في تصريح إلى «الحياة»: «أنوي خوض غمار الانتخابات المقبلة، بهدف خدمة الوطن والمواطن والمقيم، وهو ما يزيد من قدرتي على العطاء الخيري التطوعي، وإدراك القيمة الثمينة للمسؤولية الاجتماعية المناطة بنا كأبناء لهذا الوطن». وسبق أن خاضت الدهام الانتخابات، ولكن لنيل عضوية مجلس إدارة الجمعية الوطنية للمتقاعدين التي فازت بها، إضافة إلى زميلتيها الفائزتين فوزية محمد أخضر، ونائلة عجيب ميرغني، في الدورة الثالثة الحالية. وعلقت الهاني على إعلان الدهام ترشيح نفسها للانتخابات، معتبرة أنها «جريئة وشجاعة في الوقت نفسه». وأضافت: «إن الكثير من المرشحات يتخوفن من إعلان ترشيح أنفسهن، حذراً من سرقة برنامجهن الانتخابي، الذي يعتبر العمود الفقري في حملة أي مرشح»، مشددة على أن هذه «خطوة قوية وتحسب للدهام، وبخاصة أن لها تجارب سابقة في عضوية مجالس عدة». وذكرت فوزية الهاني، التي كانت إحدى المشاركات في حملة «بلدي» التي طالبت بمشاركة المرأة في الانتخابات، أن «ترشيح المرأة السعودية نفسها لعضوية المجالس البلدية يحتاج إلى شجاعة كبيرة»، عازية السبب إلى أنها «ستكون تحت دائرة الضوء طوال الوقت، وستكون تفاصيل حياتها الخاصة مكشوفة للعلن، إضافة إلى أنها ربما تخسر في الانتخابات، ما يكلفها مبالغ كبيرة، وهو ما يعني أن الخسارة ستكون مضاعفة، وربما لا تستطيع المرأة تحملها». وكشفت عن اعتزام سعوديات ترشيح أنفسهن لعضوية المجالس. وقالت: «هناك على الأقل عشر سيدات في كل منطقة إدارية، سيرشحن أنفسهن للمجالس البلدية، وبحسب علمي فإنه حتى هذه اللحظة هناك أكثر من 80 سعودية سيرشحن أنفسهن»، مضيفة: «إن هذا يعني أن المرأة السعودية ستخوض تجربة فريدة من نوعها في خوض غمار الانتخابات ومنافسة الرجل في العمل البلدي». وقالت: «قمنا بالتعاون مع مؤسسة «الوليد بن طلال الخيرية»، وإحدى الشركات بتنظيم دورة تدريبية في 2012، للتوعية بالانتخابات خلال الدورة السابقة التي لم تشارك فيها المرأة. وشهدت الدورة إقبالاً نسائياً كبيراً. فيما سيتم إطلاق النسخة الثانية من البرامج التوعوية خلال الفترة المقبلة». وأشارت الهاني أن حظوظ المرأة السعودية في دخول المجالس البلدية المقبلة «كبيرة». وذكرت أنها «ستكمل ما كان ناقصاً في الدورات السابقة، لما تتميز به من اهتمام بأدق التفاصيل واللمسات الجمالية، ولديها قدرات وطاقات هائلة للعمل والنجاح والإبداع»، مضيفة: «إن العمل البلدي سيكون مجالاً جديداً تخوض المرأة السعودية غماره وستبدع فيه، كما أبدعت في غيره من المجالات». الدهام: ستكون لنا بصمتنا في الانتخابات بدورها، أوضحت المرشحة المرتقبة حنان الدهام أنها تتشرف بأن تكون «أول امرأة سعودية ترشح نفسها لعضوية المجالس البلدية». وذكرت أنها اتخذت هذا القرار لحظة إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله)، عن مشاركة المرأة السعودية، إلى جانب الرجل كمرشحة وناخبة في المجالس البلدية للدورة المقبلة، ما أعطاها «دافعاً قوياً وثقة كبيرة بأنه سيكون لي ولجميع المرشحات نصيب كبير في وضع بصمة مشرفة، نرفع بها هاماتنا على مستوى العالم. ولنثبت لهم أن المرأة السعودية لديها القدرة على العطاء في جميع المجالات، تماماً كالرجل إن لم يكن أكثر، كون المرأة تهتم بأدق التفاصيل والأساسيات والجماليات التي تحتاج إليها البنية التحتية للبلد». وأكدت الدهام أن «المرأة ستنافس الرجل في المجالس البلدية، ولن يمنعها دينها وحشمتها وخلقها وسلوكياتها من تحقيق التميز»، مضيفة: «لن أخذل من يمنحني صوته، وسأثبت لهم أنني أستحق هذا الصوت، وسأعمل في حال فوزي، جنباً إلى جنب مع بقية أعضاء المجلس، على تلبية حاجات المواطنين والمقيمين وتطوير العمل البلدي»، مضيفة: «إن حظوظ المرأة كبيرة في الانتخابات المقبلة»، متوقعة أن يكون لها «حضور فاعل ومؤثر»، مستشهدة بما حققته المرأة السعودية في مجلس الشورى، من خلال «طرح أمور مهمة، ومواضيع حيوية ومناقشتها تحت قبة المجلس»، لافتة إلى أنه «على المرأة أن تبرز نفسها من خلال فاعليتها المجتمعية، لتعكس الصورة الحسنة عنها وعن قدراتها وتواصلها». وذكرت المرشحة حنان الدهام أنها أعدت «برنامجاً انتخابياً مميزاً، استغرق إعداده وقتاً طويلاً، وقمت بدرس أوضاع المجلس البلدي في الدورات السابقة، ولدي مقترحات وخطط وأفكار لتطوير المجلس»، لافتة إلى أن «آلية عمل المجالس في الدورة المقبلة مختلفة، والصلاحيات التي ستمنح لها أوسع، ما يسهم في إحداث تغيير نوعي وجذري في المجالس البلدية»، متوقعة أن تشهد المجالس المقبلة «نقلة كبيرة في العمل البلدي بالمملكة». وأكدت أن تجاربها السابقة في عضوية عدد من المجالس اكسبتها «خبرة عملية كبيرة»، إضافة إلى اطلاعها على عمل بلديات خليجية وعربية خلال رحلاتها الخارجية. وشددت على أن دخول المرأة إلى المجالس البلدية هو بغرض «التطوير وتبادل الخبرات، ونقل مشكلات وهموم شريحة كبيرة من النساء، وبخاصة أن عدداً من الأمانات افتتحت أخيراً أقساماً نسائية، ووجود المرأة في المجلس سيسهم في حل قضايا سيدات الأعمال المرتبطة بالبلديات»، معتبرة أن هذه «خطوة إيجابية وستكون لها نتائج ملموسة مستقبلاً». وأشارت إلى أنها وجدت «ترحيباً كبيراً من أوساط مختلفة في المنطقة الشرقية، ودعماً كبيراً من أسرتي لخوض غمار الانتخابات البلدية»، معبرة عن شعورها بالفخر، لأنها ستكون «أول امرأة تعلن ترشحها لخوض الانتخابات». وتمنت أن تنال دعم الجميع للفوز بعضوية المجلس البلدي في حاضرة الدمام، مؤكدة أنها ستكون «تجربة فريدة من نوعها»، لافتة إلى أنها ستسهم في رفع الوعي بعملية الاقتراع لدى شرائح المجتمع، وبخاصة فئة الشباب، التي ستكون الشريحة البارزة في الانتخابات بعد تعديل سن الاقتراع من 21 إلى 18 عاماً.