قال وزير العدل اللبناني أشرف ريفي: «قدرنا ان ندفع أبهظ الأثمان ثمناً لحرية الكلمة وإحقاق الحق، وان نبقى في صراع مفتوح مع الخارجين عن القانون الذين وللأسف أضحوا من أصحاب الشعارات ومن رافعي الرايات ومن منتحلي صفة المدافعين عن الوطن وهم اول من اغتالوه حين قضوا على مؤسساته ودمروا الصورة الحضارية التي تغنى بها، ولن نسمح لأحد أن يغتال شهداءنا مرة أخرى باغتيال الحقيقة التي من أجلها سقطوا». وأعلن ريفي في ذكرى اغتيال القضاة الأربعة في قصر عدل صيدا، حسن عثمان وعماد شهاب ووليد هرموش وعاصم بو ضاهر: «انها ضريبة الحقيقة التي اعتدنا في لبنان على دفعها في كل مرة يرتفع فيها أنين العدالة فيؤرق آذان المجرمين»، رافضاً ان «تبقى قصور العدول مستباحة لكل سفاح مجرم». وزار ريفي النائب بهية الحريري في منزلها يرافقه رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد وقضاة، وحضر اللقاء قائد منطقة الجنوب الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد سمير شحادة. وقال: «هذا البيت له على الوطن وله على لبنان كله». وعن موضوع التعيينات الأمنية قال: «نحن كفريق سياسي طرحنا هو الأولوية لرئاسة الجمهورية، ننتخب رئيس ثم تنتظم الأمور تلقائياً، بكل أسف نريد ان نقفز على قصة الرئاسة ونعين قائد جيش فيما يواجه البلد لحظات صعبة جداً». وأضاف: «لم نرَ هذه الحمية عندما كان هناك طرح على مستوى الأمن العام، الذي كان لإخواننا المسيحيين ثم عدّل لطائفة ثانية ولم نر هذا الاستقتال. اليوم قائد الجيش لا زال مارونياً، نحن في وضع استثنائي وصعب جداً. الدول لا تغير القيادات اثناء الحروب الا اذا كان لديها مأخذ كبير جداً. ليس لدينا اي مأخذ على قيادة الجيش، نحن في رضا تام لتوزيع القوى سواء على الحدود الشرقية او الحدود الشمالية، والوضع على الحدود الشرقية الآن ُمرض ٍعسكرياً وامنياً». وكان ريفي اشار في كلمة في حفل توزيع جائزة رمزي عيران اقامته مصلحة المهندسين في «القوات اللبنانية»، الى ان «اغتيال عيراني شكل مؤشراً على أن الإنتفاضة الوطنية الإسلامية المسيحية بدأت تتخمر. أرادوها رسالة تزرع الخوف في قلوب اللبنانيين، فإذا بها ترتد عليهم رسالة على شكل ثورة، ثورة انطلقت يوم اغتالوا الرئيس الشهيد رفيق الحريري وها هي اليوم تلاحقهم في عقر دارهم. لم يفهموا أن ميشال سماحة وأمثاله قلة قليلة، نسوا ان صورة شباب لبنان يمثلها عيراني ووسام عيد وبيار الجميل، وان في لبنان رجالاً كوسام الحسن ستكون لهم ولمخططاتهم المدمرة بالمرصاد. نؤمن ان لا وطن من دون عدالة ومن دونها لا امن ولا استقرار. وخيارنا واحد اطلاق دولة المؤسسات. ولتحقيق ذلك لا بد من ان نتتخب اولاً رئيساً للجمهورية، وللمراهنين على الفراغ اقول لن تستطيعوا فرض معادلاتكم علينا، كفاكم رهاناً على السلاح لقلب التوازنات، نؤمن بالعيش المشترك وبالشراكة العادلة التي كرسها اتفاق الطائف».