حثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قادة «مجموعة الدول الصناعية الكبرى» أو ما يعرف ب «مجموعة السبع» على تقديم تعهدات صارمة لتخفيض انبعاثاتها من الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وتحدثت ميركل اليوم (الاثنين) في اليوم الثاني والأخير من قمة مجموعة السبع التي انعقدت في منطقة بافاريا على سفوح جبال الألب. وتأمل ميركل التي حملت سابقا لقب «المستشارة الداعمة للمناخ» في إعادة إحياء انجازاتها في الحفاظ على البيئة وإقناع قادة «مجموعة السبع» بالاتفاق على أهداف محددة للحد من انبعاثات الغازات قبل مؤتمر المناخ الموسع الذي تنظمه الأممالمتحدة في باريس بحلول نهاية العام. وحل المناخ على رأس جدول أعمال القمة التي من المقرر ان يناقش الزعماء خلالها أيضا مكافحة الأوبئة وغيرها من المسائل الصحية ومكافحة الإرهاب بدءا من جماعة «بوكو حرام» الإسلامية المتشددة في نيجيريا وصولا إلى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) فضلا عن التنمية في افريقيا. وفازت ميركل بدعم الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند الذي تستضيف بلاده قمة الأممالمتحدة لمكافحة التغير المناخي في نهاية العام. وسعى أولوند بدوره الى انتزاع التزام طموح من الدول الصناعية السبع لإنهاء اعتمادها على الوقود الأحفوري بحلول منتصف القرن، فضلا عن التزام مالي لمساعدة الدول الفقيرة على تطوير قطاع الطاقة حتى تتمكن من تخفيض انبعاثاتها من غاز ثاني أكسيد الكربون. وقال أولوند للصحافيين «يجب اعلان التعهدات في قمة الدول السبع هذه .. حتى هذه اللحظة فان البيان الرسمي يسير بالاتجاه الصحيح.« ويسعى الأوروبيون الى الضغط على شركائهم في المجموعة للتوقيع على أهداف ملزمة قانونيا بتخفيض الانبعاثات. وفي دعم إضافي لحملة ميركل لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، أعلنت اليابان يوم الأحد أنها تؤيد وضع الدول الصناعية السبع الكبرى هدفها الخاص لتخفيض انبعاثات ثاني اكسيد الكربون. ولم يكشف الرئيس الاميركي باراك أوباما عن موقفه بشأن المناخ في اليوم الأول من القمة أمس (الأحد) الذي شهد اتخاذ المشاركين موقفا موحدا ضد روسيا بشأن النزاع في أوكرانيا وناقشوا الاقتصاد العالمي. وقال ديبلوماسيون وناشطون في مجال البيئة ان اليابانوكندا اعتبرتا قبل انعقاد القمة من الدول التي ستعيق التوصل لتعهدات مناخية في القمة. ومن غير الواضح ما إذا كان رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر سيقبل بوضع هدف مناخي محدد للدول الصناعية السبع. وقال المتحدث باسمه ستيفن ليتشي «كندا تدعم التوصل إلى اتفاقية في باريس تشمل كل الدول المتسببة في انبعاثات غازية.« وتأمل الدول التي تضغط من أجل وضع أهداف بيئية في ان تفوز ميركل قبل انعقاد مؤتمر باريس بالتزامات للتخلص نهائيا من استخدام الوقود الأحفوري بحلول عام 2050. ويهدف مؤتمر باريس إلى وضع اتفاقية بديلة لبروتوكول كيوتو المناخي. وقال مسؤول في «مجموعة الدول السبع» إن فرنسا أدارت نقاشا بشأن المناخ في الجلسات التي انعقدت الاثنين في حين قادت إيطاليا نقاشات بشأن أمن الطاقة قبل أن يحول القادة انتباههم إلى التهديدات العالمية للأمن الدولي. وناقش قادة بريطانياوكنداوفرنساوألمانيا وايطاليا واليابان والولايات المتحدة المخاطر التي يمثلها المقاتلون الإسلاميون المتشددون الاعضاء في تنظيمات مثل «داعش» و«بوكو حرام». وقال المسؤول «يدعم جميع قادة دول السبع تقديم الدعم العسكري والدعم الانساني أو ايهما لمواجهة انتشار تنظيم داعش» وأيدوا المساهمة في إعادة الاستقرار الى المنطقة». والتقى قادة الدول الصناعية السبع مع ضيوف القمة الذين يرغبون في التواصل معهم وهم قادة نيجيريا والسنغال وإثيوبيا وليبيريا وجنوب أفريقيا وتونس والعراق قبل أن يعقد القادة مؤتمراتهم الصحافية الختامية في وقت لاحق من اليوم.