أعلنت قبرص اليوم (الأحد) أن استثمار حقول الغاز المكتشفة على سواحلها تعتبره شركة "نوبل إنرغي" الأميركية مجداً تجارياً، وهو الإعلان الأول من نوعه بعد أربعة أعوام من التنقيب. واكتشفت "نوبل انرغي" الحقول النفطية الأولى في العام 2011 جنوب شرقي قبرص، في المنطقة 12 من حقل "افروديت"، الذي يحتوي على حوالى 127.4 بليون متر مكعب من الغاز، وتشارك "ديليك" و"افنر" الإسرائيليتين ب 30 في المئة في هذا المشروع. وقالت وزارة الطاقة في بيان أن "نوبل انرغي الدولية وديليك للحفر وأفنر للتنقيب، الذين يملكون ترخيصاً للتنقيب عن النفط في المنطقة 12 من المنطقة الاقتصادية الحصرية في قبرص، أعلنوا أن افروديت مجدية تجارياً". ويؤكد ذلك وجود احتياطات كبيرة من الغاز القابل للاستخراج في المنطقة 12، بعد انسحاب شركات نفطية عدة بسبب عدم وجود احتياطات قابلة للاستغلال في مناطق التنقيب التي كانت فيها. وسيقدم المستثمرون في المنطقة 12 الآن إلى السلطات خطة للتنمية والإنتاج، وتحديد الطريقة والجدول الزمني لاستخراج موارد الغاز وتسويقها، ويجب أن تنال الخطة موافقة الحكومة. وأضافت الوزارة أن "هذه خطوة جديدة مهمة للاستفادة من عائدات احتياطات الغاز الطبيعي في البلاد، التي ستستغل في إنتاج الكهرباء على الصعيد الوطني والتصدير عبر خط أنابيب تحت سطح البحر إلى البلدان المجاورة". ويأتي هذا التطور بعد إعلان "كونسورسيوم ايني" الإيطالية و"كو غاز" الكورية الجنوبية في آذار (مارس) الماضي، عدم العثور على أي احتياط غاز أو نفط يمكن استثماره. كما سبق وأن أعلنت "توتال" الفرنسية قبل ذلك عدم اكتشاف كميات مهمة في المنطقتين 10 و11 بعد منحها ترخيصاً للاستكشاف فيهما. وتأمل الحكومة القبرصية ببدء تصدير الغاز في العام 2022. وقبرص المقسمة إلى شطرين بعد الغزو التركي للشمال في العام 1974، في حاجة إلى إيجاد مزيد من الغاز لتصبح قادرة على بناء محطة للغاز الطبيعي المسال، ما سيسمح لها بالتصدير بحراً إلى أوروبا أو آسيا. وتُجرى دراسة لإنشاء خط أنابيب تحت الماء بين حقل "افروديت" ومصر. وتعارض أنقرة استثمار قبرص احتياط الغاز والنفط قبالة سواحلها قبل التوصل إلى اتفاق حول توحيدها للسماح للجميع للقبارصة اليونانيين والأتراك الاستفادة من عائدات هذه الثروات.