صنعاء - ا ف ب - انور العولقي, الإمام الشاب الذي قد يكون مرتبطا بالهجوم الفاشل على الطائرة الاميركية يوم عيد الميلاد, هو داعية يمني اميركي متشدد تحظى خطبه بالانكليزية بانتشار واسع على شبكة الانترنت. واعلن مستشار الرئيس الاميركي باراك اوباما لشؤون مكافحة الارهاب جون برينان ان العولقي, الذي يعيش حاليا في اليمن, قد تكون له علاقة بحادث قاعدة فورت هود الاميركية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي, وبمحاولة تفجير طائرة الركاب الاميركية يوم الميلاد. واضاف برينان في تصريح الى شبكة "سي ان ان" الاميركية ان انور العولقي المولود في الولاياتالمتحدة "يشكل مشكلة بالنسبة الينا. انه يحاول تدبير اعمال ارهابية". واوضح انه "بحسب بعض المعلومات فان العولقي كان على اتصال مباشر بعمر فاروق عبد المطلب" الشاب النيجيري (23 عاما) الذي حاول تفجير طائرة اميركية كانت تقوم برحلة بين امستردام وديترويت في الخامس والعشرين من كانون الاول/ديسمبر الماضي, مؤكدا بذلك معلومات صحافية سبق ونشرت بهذا الصدد. وكان اسم انور العولقي ورد في اطار علاقته بالميجور الاميركي المسلم نضال حسن الذي اطلق النار في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي داخل قاعدة فورت هود (ولاية تكساس جنوب) ما ادى الى مقتل 13 شخصا واصابة 42 بجروح. واذ تؤكد مصادر امنية في اليمن قرب العولقي من فكر تنظيم القاعدة, الا انها تنفي انتماءه عملانيا للتنظيم. وقال احد اقربائه لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه ان العولقي "ليس مرتبطا بمقاتلي تنظيم القاعدة, هو مجرد إمام". وشأنه شأن عبدالمطلب, ينتمي العولقي الى طبقة ميسورة, فوالده كان سابقا وزيرا وعميدا في جامعة صنعاء. ولد العولقي في 1971 في ولاية نيو مكسيكو الاميركية, ثم عاد الى اليمن حيث حصل دروسه الثانوية قبل ان يعود مجددا الى الولاياتالمتحدة لدراسة الهندسة في 1991. وتخرج العولقي مهندسا مدنيا من جامعة ولاية كولورادو ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا من جامعة سان دييغو, وذلك بحسب مصدر قريب منه. وخلال سنواته الاميركية, بدأ العولقي بالقاء الخطب في عدد من المساجد في عدة ولايات, كما عمل مسؤولا في مؤسسة خيرية تتبع الامام اليمني المتشدد عبد المجيد الزنداني, الذي تتهمه واشنطن بالارتباط بمجموعات "ارهابية". وينشر العولقي على الانترنت سلسلة من الاصدارات المرئية والمسموعة باللغة الانكليزية, بينها سلسلة محاضرات حول حياة النبي محمد. وتباع هذه المحاضرات على الانترنت, وهي تلقى رواجا واسعا. وفي 2006, عاد العولقي الى اليمن واعتقل بعد اشهر قليلة بتهمة الضلوع في خطف ابن رجل يمني ثري وبالمطالبة بفدية بهدف "تمويل القاعدة", بحسب مصادر امنية يمنية. الا انه افرج عنه في 2008 بعد تدخل مسؤولين يمنيين, شرط بقائه في صنعاء ومثوله في مقار الشرطة كل يوم. ولكن بعد بضعة اشهر غادر العولقي صنعاء باتجاه منطقة شبوة (شرق) التي تتحدر منها عائلته, ولجأ الى منزل جده, بحسب المصادر الامنية. وعرف اسم العولقي على نطاق واسع بعد هجوم فورت هود, وبدأت الاجهزة اليمنية تبحث عنه. وروى الامام العولقي في حديث صحافي ان نضال حسن تطرق معه عام 2008 الى كيفية قتل اميركيين, موضحا انه كان يعرفه منذ نحو تسع سنوات. وقال المصدر القريب من العولقي ان الاخير "لم يصدر فتوى تشرع قتل العسكريين في فورت هود بل اعطى مباركته للعملية". ومكان العولقي مجهول منذ الغارة الاميركية التي نفذها الطيران اليمني في شبوة مستهدفا قياديين في تنظيم القاعدة. الا ان مصادر امنية اكدت ان العولقي لم يكن في مكان الغارة. وعطلت السلطات اليمنية مدونته على شبكة الانترنت. والعولقي متزوج وله خمسة ابناء.