أكد الرئيس بشار الأسد أمس اهتمام سورية بتعزيز العلاقات مع موريتانيا و «ارتقائها الى أعلى المستويات» بما يلبي مصالح الشعبين ويخدم القضايا ذات الاهتمام المشترك و «على رأسها القضية الفلسطينية والعمل العربي المشترك». جاء ذلك خلال لقاء الرئيس الأسد وزيرة الخارجية الموريتانية الناهة بنت مكناس بحضور وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان. وأفاد ناطق رئاسي ان اللقاء تناول «العلاقات الثنائية وآفاق توطيدها وتفعيلها»، كما تم استعراض «الأوضاع في المنطقة، خصوصاً على الساحة الفلسطينية في ضوء الحصار المفروض على قطاع غزة». وأضاف ان بنت مكناس أكدت «وقوف موريتانيا الى جانب سورية في سعيها الى استعادة الجولان السوري المحتل ودعمها حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف»، كما أكدت «عزم بلادها الوقوف في وجه الضغوط وتمسكها بهويتها العربية ولغتها ومواقفها الداعية الى عودة الحقوق العربية كاملة غير منقوصة». وكانت بنت مكناس وقعت بعد لقائها المعلم امس مذكرة تفاهم للمشاورات السياسية بين الجانبين، كما اجتمعت الى وزير الاقتصاد عامر حسن لطفي الذي دعا الى ضرورة «تدعيم العلاقات التجارية البينية العربية بما يخدم المصالح العربية»، متوقعاً أن «تشهد المراحل المقبلة المزيد من التعاون مع الجانب الموريتاني من خلال توقيع الاتفاقات ومذكرات التفاهم وخلق فرص كبيرة للعمل المشترك بينهما». وأجري التوقيع على إنشاء لجنة وزارية مشتركة للتعاون في المجالات المختلفة تشكل الإطار العام لتوقيع اتفاقات مستقبلية وإنشاء مجلس رجال أعمال سوري - موريتاني مشترك لترجمة جميع الاتفاقات التي ستوقّع مستقبلاً على أرض الواقع، إضافة لإقامة معارض مشتركة متبادلة بين البلدين، إضافة إلى التعاون في مجال المناطق الحرة وغيرها من مجالات التعاون الأخرى المشتركة. وسيتم إنشاء لجنة متابعة وزارية مشتركة لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات وتذليل الصعوبات التي تعترض سير العمل. وقالت المصادر الرسمية ان بنت مكناس أبلغت لطفي «رغبة بلادها القوية في تقوية أواصر التعاون» مع سورية، مشيرة الى ان «الأبواب مفتوحة أمام الأشقاء السوريين في القطاعين العام والخاص للتعاون في جميع المجالات، بما فيها الاقتصادية والتجارية». وشهدت العلاقات بين دمشقونواكشوط دفعاً بعد قرار الحكومة الموريتانية قطع علاقاتها بإسرائيل، اذ قام الأمين العام المساعد لحزب «البعث» الحاكم عبدالله الأحمر بزيارة مورتيانيا نهاية تشرين الأول (اكتوبر) الماضي لمواكبة التغيير في سياسة نواكشوط. ونقل عن ولد عبدالعزيز «حرصه على تطوير العلاقة مع دمشق، ووقوف بلاده مع سورية في سعيها الى استعادة الجولان المحتل».