كابول، ولندن - أ ف ب - تكبدت قوات الحلف الأطلسي (ناتو) الدولية في افغانستان أولى خسائرها البشرية في السنة الحالية، اذ قتل خمسة جنود في صفوفها، هم اربعة أميركيين وبريطاني في انفجار عبوتين ناسفتين في ولايتي قندهار وهلمند الجنوبيتين واللتين تعتبران معقلاً لمتمردي حركة «طالبان». وأوضح الحلف ان العبوتين الناسفتين بدائيتي الصنع، وزرعتا على طريق سلكتها دوريتان للقوات الأجنبية، علماً ان مسؤول بارز في استخبارات الحلف الأطلسي كشف اخيراً ان القوات الأجنبية تعاملت مع 81 قنبلة بدائية الصنع عام 2003، في مقابل 7200 العام الماضي. ويشمل الرقم القنابل التي انفجرت والمسؤولة عن نسبة 60 في المئة من الخسائر، وتلك التي جرى تفكيكها. وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية ان الجندي البريطاني القتيل انضم الى اللواء الأول من كتيبة «رويال انغليان»، وسقط خلال تنفيذه دورية راجلة في منطقة نادي علي بولاية هلمند، ما رفع الى 246 عدد الجنود البريطانيين الذين قتلوا في افغانستان منذ الغزو الغربي للبلاد نهاية عام 2001، وإلى 519 عدد قتلى كل الجنود الأجانب. وقتل 108 جنود بريطانيين العام الماضي، ما جعله الأكثر دموية للجيش البريطاني منذ حرب جزر فوكلاند عام 1982. ومن المقرر رفع عدد القوات الأميركية و «الأطلسية» من 113 الى 150 الفاً هذه السنة، من اجل التصدي لتمرد «طالبان» المتنامي، ما يرجح بحسب رئيس هيئة اركان الجيوش الأميركية الأميرال مايكل مولن وخبراء زيادة الخسائر البشرية. وقال مولن خلال زيارته لأفغانستان في 14 كانون الأول (ديسمبر) الماضي: «يجب توقع سقوط مزيد من الجنود الأميركيين. لقد قلت لقواتنا ان تستعد لمزيد من المعارك ومزيد من الخسائر»، محذراً من ان التمرد «ازداد عنفاً واتساعاً وتطوراً، وأن عناصر طالبان باتوا اكثر فاعلية». وبعد ايام على مقتل سبعة موظفين في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) وجرح ستة آخرين في هجوم انتحاري استهدف قاعدة اميركية في ولاية خوست (شرق)، افادت صحيفة «واشنطن بوست» بأن عنصراً في الاستخبارات الأردنية قتل في الهجوم ذاته. وأوضحت الصحيفة ان النقيب الأردني علي بم زيد كان ينفذ مهمة في افغانستان منذ 20 يوماً. وأشارت الصحيفة الأميركية الى ان هذا النبأ يعطي «اشارة نادرة إلى وجود تعاون» بين اجهزة الاستخبارات الأميركية والأردنية، وعلى ان النظام الأردني يضطلع بدور متزايد في مكافحة تنظيم «القاعدة». على صعيد آخر، قتل ثمانية فتيان في عملية نفذتها قوات الحلف الأطلسي في ولاية كونار (شرق)، ما يشكل نكسة اضافية لقواته، خصوصاً بعدما طالب الرئيس الأفغاني حميد كارزاي وأعضاء في حكومته عبر المجلس الوطني للأمن ب «تسليم» المسؤولين عن اطلاق النار الى السلطات. وأمر كارزاي البرلمان بتعليق عطلته الشتوية، ما يسمح له بدرس ترشيحات الحكومة الجديدة والتصويت عليها، وذلك بعد رفض النواب 17 من 24 مرشحاً تولي مناصب وزارية، ما زاد حال التخبط السياسي السائد في أفغانستان منذ أن أبطل تحقيق دعمته الأممالمتحدة نحو ثلث الأصوات التي حصل عليها كارزاي في الانتخابات الرئاسية التي اجريت في آب (اغسطس) الماضي. وإذا لم يستطع كارزاي نيل موافقة البرلمان على أعضاء حكومته الجديدة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، فسيتوجه لحضور مؤتمر خاص تستضيفه لندن نهاية الشهر الجاري ويهدف الى الحصول على تمويلات من مانحين غربيين، من دون أن يستطيع توضيح من سيتحكم في جزء كبير من هذه التمويلات. وكان من المقرر أن يبدأ البرلمان عطلة شتوية تستمر ستة أسابيع في وقت لاحق من الأسبوع الحالي، ما سيجعل اجتماع كارزاي بحكومة كاملة امراً مستحيلاً خلال أقل من شهرين. وأوضح القصر الرئاسي في بيان ان المرسوم الذي اصدره كارزاي يستند إلى المادة 107 من الدستور الأفغاني التي تسمح للرئيس بعقد «جلسات استثنائية للبرلمان أثناء العطلة»، وتابع أن التشكيل الحكومي الجديد سيطرح على البرلمان لإجراء تصويت بالثقة الأحد. وأشار الى ان اللائحة الجديدة ستضم بعض مرشحي كارزاي الذين رفضهم البرلمان، لكن مع منحهم حقائب وزارية مختلفة، ووجوهاً جديدة أيضاً. على صعيد آخر، اعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان أي اتصال لم يحصل بخاطفي الصحافيين الفرنسيين في افغانستان، متوقعاً سلوك طريق طويل قد يمتد اسبوعين قبل بلوغ ذلك». وكان متمردون خطفوا الأربعاء الماضي صحافيين فرنسيين اثنين في منطقة شينكاي بولاية كابيسا (شمال شرق) الى جانب مترجمهما وسائقهما الخاص. وهم كانوا يعدون رواية عن انشاء طريق في المنطقة. وباتت أعمال الخطف عملاً مربحاً في السنوات الأخيرة، سواء بالنسبة الى المتمردين بزعامة «طالبان» أو بالنسبة الى الجماعات الإجرامية بدوافع أكثرها مالية. وتعمل «طالبان» وأنصار زعيم الجماعة الإسلامية في افغانستان قلب الدين حكمتيار في كابيسا، حيث تتمركز قوات فرنسية في المنطقة تحت مظلة القوة التي يقودها الحلف الأطلسي في افغانستان. وأطلقت «طالبان» وعصابات اجرامية سراح عدد من الرهائن في الماضي بعد دفع فدية، أو في اطار اتفاق لتبادل اسرى. كما قتلت مخطوفين اجانب وأفغاناً بحجة عدم تلبية مطالبها.