يتوقع أن يشيع آلاف المواطنين السعوديين اليوم (الثلثاء) جثامين الشهداء الأربعة الذين غدر بهم إرهابي فجر نفسه بحزام ناسف عند مدخل مسجد الإمام الحسين، في حي العنود بالدمام، أثناء خطبة الجمعة الماضية، إلى مقبرة جديدة خصصها أمير المنطقة الشرقية على طريق سيهات في الدمام. والشهداء الأربعة هم: عبدالجليل جمعة طاهر الأربش، ومحمد جمعة طاهر الأربش، وهادي راضي سليمان الهاشم، ومحمد حسن علي العيسى. وعلمت «الحياة» أن مساعدات مالية خصصت لذوي شهداء وجرحى التفجير الإرهابي السابق في مسجد بلدة القديح بالقطيف. (للمزيد) وأكد مسؤول اللجنة الإعلامية في لجنة تشييع شهداء القديح ميثم طحنون ل«الحياة» أمس أن أسر الشهداء والمصابين تسلموا مبالغ مالية أمر خادم الحرمين الشريفين بصرفها لهم، مواساة ومساعدة لهم في مصابهم. وذكر مسؤول الشؤون القانونية في لجنة التشييع خالد النزر ل«الحياة» أن أشلاء الشهداء تناثرت مسافة تراوح بين 150 و250 متراً من موقع الجريمة. وقال إن العدد النهائي للمصابين يبلغ 3 أشخاص غادروا المستشفى في حال مستقرة، وإن 19 سيارة تضررت من التفجير الإرهابي، علاوة على أضرار مادية متفرقة. وأوضح مسؤول اللجنة الإعلامية للجنة التشييع باسم العيثان «أن أحد أسباب تأخّر تسلم جثامين الشهداء ودفنها، هو فحص القطع المتناثرة، وردها للجثث التي تعود إليها، وعلى رغم أن جمع الأشلاء تم في يوم الحادثة، إلا أنه تم حض سكان المنازل القريبة من الجامع حتى 150 متراً على البحث في باحات وأسطح منازلهم، وبالفعل وصلتنا أشلاء من المنازل المحيطة، إلا أن هناك منازل غفلنا عنها، وبالبحث فيها عثرنا فعلاً على بقايا من أجساد الشهداء، وتم تسليمها إلى المستشفى لتحليل البصمة الوراثية». ونقل أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف بن عبدالعزيز تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد، وولي ولي العهد، أمس إلى ذوي الشهداء الأربعة، في مجلس العزاء بحي العنود. وقال الأمير مخاطباً أسر الشهداء: «هذه الحادثة لن تزيدنا إلا لحمة وتماسكاً، ولن تؤثر في حياتنا شيئاً، ولحمة هذا الصف ونسيجه الذي تكّون منذ مئات السنين بشكل طبيعي لن تؤثر فيه مثل هذه الحوادث الجبانة. ولم ولن تكون هناك تفرقة بين أحد من أفراد هذا الوطن، فالجميع يعيش على قلب رجل واحد، ويد وحدة تحت مظلة قيادتنا الحكيمة». وأضاف: «هذه الزمرة التي قامت بالجريمة النكراء مجموعة من الأشرار الذين باعوا دينهم ووطنهم، وباعوا كل ثوابتهم بأرخص الأثمان، واستباحوا الدم الحرام، في اليوم الحرام، والمكان الحرام، ولم يفرقوا بين عابد، من رجل أو امرأة أو طفل، بل على العكس من ذلك فديدنهم الجريمة، وقد رأينا منهم العجائب في جميع مناطق العالم، ولا نستغرب منهم ما حدث». وشدد على «أننا سنكون دائماً يداً واحدة، قادرين على كل من يمس أمن واستقرار هذه البلاد، ولن نسمح في أي وقت من الأوقات أن تمس هذه البلاد من أي أحد».