شن تنظيم «داعش» هجوماً انتحارياً استهدف بوابة تفتيش تابعة لقوات «فجر ليبيا»، معلناً الحرب على هذه القوات التي وصفها ب «المرتدة» واتهمها بالتبعية لمبعوث الأممالمتحدة برناردينو ليون. وقتل في الهجوم بسيارة مفخخة والذي نفذه ارهابي تونسي، خمسة مقاتلين من مصراتة، فيما جرح سبعة آخرون. وقال ناطق باسم «فجر ليبيا» ان الحادث وقع في منطقة الدافنية الواقعة بين مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) وزليتن (150 كلم شرق طرابلس). وأضاف ان «انتحارياً يقود سيارة مفخخة فجر نفسه قرب حاجز عند احد مداخل بلدة الدافنية» القريبة من مصراتة فجر امس. وفي بيان على موقع «تويتر»، تبنى «داعش» الهجوم، مشيراً الى ان منفذ العملية الانتحارية يدعى «ابو وهيب التونسي». وأعلن التنظيم الذي سبق ان تبنى هجمات مماثلة على مدى الأشهر الماضية، انه اطلق حرباً على «فجر ليبيا» هدفها «تطهير الأرض من رجسهم»، داعياً عناصرها الذين وصفهم ب «اتباع ليون» الى ان «يتوبوا عن كفرهم ويعودوا لدينهم». وسمحت الفوضى الأمنية الناتجة من النزاع بين سلطتين في شرق البلاد وغربها، باتساع نفوذ الفرع الليبي لتنظيم «داعش» الذي سيطر على مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس). وخاضت قوات «فجر ليبيا» اشتباكات مع مقاتلي التنظيم عند مداخل مدينة سرت وفي مناطق اخرى قريبة منها. ويقول مسؤولون في حكومة طرابلس ان تنظيم «داعش» تحالف مع مؤيدين لنظام معمر القذافي في هذه المنطقة التي تضم حقولاً نفطية. وإلى جانب سرت والمناطق المحيطة بها، يتواجد «داعش» في مدينة درنة الواقعة على بعد نحو 1300 كلم شرق طرابلس والخاضعة لسيطرة مجموعات متشددة. كما يؤكد مسؤولون في طرابلس أن للتنظيم خلايا نائمة في العاصمة حيث اعلن مسؤوليته عن تفجيرات وقعت في المدينة خلال الأشهر الماضية. وفيما تتزايد هجمات هذا التنظيم الذي بات يتوسع في شكل سريع في ليبيا، لا يزال الحوار الذي ترعاه الأممالمتحدة بين طرفي النزاع في السلطتين مجمداً، علماً انه من المتوقع ان تقدم بعثة الأممالمتحدة خلال الأيام المقبلة مسودة اتفاق جديدة. وفي هذا السياق، دعا ممثلون عن بلديات ليبية في ختام اجتماعات في تونس استمرت ليومين برعاية الأممالمتحدة، الى الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية. وحض المجتمعون في بيان وزعته بعثة الأممالمتحدة في ليبيا، «كل الأطراف المعنية السياسية والعسكرية الليبية على اعلاء المصلحة الوطنية فوق كل المصالح الأخرى وإبداء روح التوافق الضرورية من اجل الوصول الى اتفاق سياسي شامل». وطالب المجتمعون بأن يسمح هذا الاتفاق «بالتشكيل العاجل لحكومة وفاق وطني لتتولى مسؤولياتها»، معتبرين انه «ينبغي على الحكومة ان تضع في الحسبان البعد الجغرافي والمكونات الثقافية والتمثيل العادل للنساء والشباب عند اختيار أعضائها». وكانت آخر جلسات الحوار بين الممثلين الرئيسيين عن اطراف النزاع عقدت في نيسان (ابريل) الماضي في المغرب، علماً ان الجزائر تستضيف ايضاً جلسات حوار برعاية الأممالمتحدة بين ممثلين عن احزاب سياسية ليبية. على صعيد آخر، اطلقت قوات «فجر ليبيا» سراح 70 شخصاً من اهالي منطقة ورشفانة الواقعة جنوب العاصمة، وذلك في اطار مصالحة بين سكان هذه المنطقة وأهالي منطقة جنزور غرب طرابلس، تمت بموجب وساطة قادتها مدينة مصراتة. واعتقل هؤلاء الأشخاص على مدى الأشهر الثلاثة الماضية في ورشفانة التي خاضت معارك ضارية مع «فجر ليبيا». وأطلق سراح الموقوفين السبت في مدينة جنزور بحضور اهاليهم، في خطوة تأتي في اطار مصالحة بين سكان المنطقتين. وطغت على القاعة التي احتشد فيها الموقوفون المفرج عنهم وأهاليهم اجواء عاطفية امتزج فيها البكاء بالفرح.