ألقى تراجع إنتاج الحمضيات في قطاع غزة بسبب الاحتلال بظلاله على الفلاح الفلسطيني وأهالي القطاع. فمع احتلال إسرائيل لقطاع غزة العام 1967، تراجعت الزراعة في القطاع الذي تحوّل من منطقة منتجة ومصدرة للحمضيات إلى منطقة مستوردة، بحسب وزارة الزراعة الفلسطينية ومزارعين التقتهم «مدرسة الحياة». وقال المزارع زكريا معمر (42 عاماً): «مطلع العام 1970 بدأنا بزراعة أرضنا في مدينة رفح جنوب قطاع غزة والمقدرة مساحتها ب90 دونماً بالبرتقال، وكل عام كان الانتاج جيداً ومرضياً، ويدر علينا أرباحاً». وأضاف: «جاءت الانتفاضة الفلسطينية الأولى العام 1987، فتراجع الانتاج بسبب ممارسات الاحتلال واطلاقه النار ومنعه لوصولنا إلى أرضنا، ولكن مع توقف الانتفاضة، عاد الانتاج إلى ما كان عليه قبل الانتفاضة». وأكد أنه مع بداية العام 2000 تراجعت زراعة الحمضيات وأهمها البرتقال في قطاع غزة، بسبب جرف القوات الإسرائيلية مساحات واسعة من أراضي القطاع، إضافة إلى قرب تلك الأراضي من الحدود مع الاحتلال، وصعوبة عمل المزارع في تلك المناطق، وتعرضه للخطر. وأوضح جهاد حمدي، صاحب مزرعة برتقال في بلدة القرارة، شمال مدينة خان يونس، أن زراعة البرتقال في غزة تتراجع باستمرار بسبب قلة المياه الجوفية، وزيادة ملوحتها. وأشار إلى أن منتجات الحمضيات المزروعة في غزة، بالكاد تكفي احتياجات السكان، كما أن أسعارها مرتفعة. وقال مدير عام التسويق في وزارة الزراعة تحسين السقا ل«مدرسة الحياة» إن المساحة الإجمالية المزروعة بالحمضيات بمختلف أنواعها في القطاع تبلغ 14 ألف دونم، 10 الاف دونم منها مثمرة، والأربعة الباقية لا تزال الزراعة فيها في بدايتها. وأضاف السقا: «غزة تتنج 25 ألف طن من الحمضيات خلال العام، والسوق يحتاج إلى 35 ألف طن، الأمر الذي يؤدي وجود عجز في هذا المنتج، لذا تقوم الوزارة بالسماح للتجار بالاستيراد من إسرائيل والبيع في الأسواق المحلية في قطاع غزة لتغطية ذلك العجز». وأوضح السقا أن مساحات زراعة الحمضيات في قطاع غزة تقلصت بشكل كبير، بسبب تجريف الاحتلال لمساحات واسعة من تلك الأراضي، الأمر الذي حوّل غزة من منطقة مصدرة إلى مستوردة. يُذكر أن مدينة غزة الساحلية كانت قبل الاحتلال الإسرائيلي تُعتبر أكبر مصدر للحمضيات من فلسطين إلى العالم، لتمتعها بعدد كبير من الآبار الجوفية العامة والخاصة العذبة، والتربة الخصبة، ووجود البحر المتوسط الذي سهل حركة التجار لنقل المنتجات. وكانت الحمضيات تعتبر من أفضل مصادر الدخل الزراعي في فلسطين، حيث كانت بريطانيا وحدها تستورد 70 في المئة منها، بحسب المكتب الوطني الفلسطيني للدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان.