حاول الوصول إلى سدة الصندوق، مثله مثل أقرانه طلاب مدرسته، رفع كلتا يديه للأعلى، حاملاً همومه مع أحلامه، عله يصل في زمن ندر الوصول فيه، يرقب رياح الأمل من نافذة الألم، ويريد المشاركة في صنع القرار، لكن صغر سنه، وقصر هامته، وعمره الغض، لم تمكنه من الوصول، حتى اضطر زملاؤه لمساعدته وإيصاله إلى هدفه، ليسحب ورقته الانتخابية، ويضعها في صندوق الاقتراع، ويمنح صوته من يريد. دون إكراه أو تبديل. وأكد طالب ابتدائية ابن ماجد، أحمد حامد (ثمانية أعوام) يدرس بالصف الثالث الابتدائي إيمانه الشديد بأهمية الحصول على حقه الانتخابي من بين أقرانه الطلاب، ومنح صوته من يستحق من الطلاب المرشحين، ومن يعتقد في نظره أنهم مؤهلون لحمل لواء فصله الدراسي، لافتاً إلى أن منح حرية الصوت يمنح جانباً مهماً في بناء شخصية الطالب، ويشعره بذاته وقيمته الإنسانية والمعنوية. وتجري مدرسة ابن ماجد الابتدائية كغيرها من مدارس التعليم في السعودية هذه الأيام مشاريع طلابية عدة يأتي في مقدمها مشروع مجالس الشورى الطلابية داخل المدراس، والذي يعتمد في أساسه على فكرة الاقتراع والتصويت واختيار المرشحين من طريق برامج طلابية تقدم من الطلاب المرشحين لخوض غمار هذه الانتخابات. وأرجع الطالب حامد إصراره على المشاركة في الاقتراع، واختيار الناخبين، إلى اعتقاده أن صوته مهم في ترجيح كفة على أخرى، أو ناخب على ناخب، مشيراً إلى أن التنافس بين أقرانه يعد أنموذجاً تربوياً عالياً من المنافسة الشريفة. من جانبه، أكد مدير النشاط الطلابي في المدرسة المعلم شوقي الزهراني أن أكثر من 40 طالباً رشحوا أنفسهم لدخول غمار الانتخابات، والفوز بأحد المقاعد في عضوية المجلس الطلابي في المدرسة، موضحاً أن العدد قلص إلى 15 طالباً وهو العدد المطلوب بعد إجراء المقابلات الشخصية للطلاب المرشحين للفوز بالمقاعد. وقال «إن إدارة المدرسة منحت كامل الحرية للطلاب المرشحين في عرض برامجهم الانتخابية من طريق إعلانها في برامج الإذاعة المدرسية، أو من خلال الإعلانات والدعايات الانتخابية التي يمكن للمرشح أن يستخدمها للترويج عن برنامجه الانتخابي». وأضاف «كما أن إدارة المدرسة أعطت فرصة مدتها أسبوع كامل للطلاب المرشحين لشرح أفكارهم التي حوتها برامجهم لكسب ثقة زملائهم الطلاب ممن يرغبون في انتخابهم، إضافةً إلى طرح وعودهم التي سينفذونها حال فوزهم في الانتخابات، فضلاً عن أبرز جوانب القوة في تلك البرامج». بدوره، ألمح مدير إدارة المدرسة صالح العلوي على أن هذا النشاط ينفذ في كل عام، بهدف تقويم أداء الطلاب، ومنحهم مساحةً أكبر من حرية الرأي واتخاذ القرار، والمشاركة الفعلية في رسم خارطة قوام المدرسة مهنياً وفكرياً. وأوضح أن المدرسة ترشح سنوياً سبعة طلاب للمشاركة من خلال مجلس المدرسة الطلابي، لطرح آرائهم حول حاجات المدرسة، وسبل تقويمها، وتحسين مستويات الطلاب فيها، ومعالجة أبرز السلبيات التي تعاني منها.