قتل سبعة عسكريين تونسيين وأصيب عشرة آخرون بجروح، في مجزرة نفذها رقيب في الجيش في ثكنة بوشوشة في العاصمة التونسية أمس. وأثار الحادث تكهنات بهجوم إرهابي، وهي فرضية لم تستبعدها السلطات كلياً، على رغم إعلانها أن مطلق النار يعاني من «مشاكل نفسية وعائلية». وأعلنت وزارة الدفاع أن عناصر الجيش قتلوا منفذ المجزرة وهو رقيب أول ممنوع من حمل السلاح، لكنه طعن زميلاً له بسكين وانتزع رشاشه ليطلق النار على الآخرين في الثكنة الواقعة في منطقة باردو وسط العاصمة قرب مقر البرلمان، وهي المنطقة ذاتها التي وقع فيها الهجوم على المتحف، ما أسفر عن مقتل 21 سائحاً أجنبياً وشرطي تونسي في 18 آذار (مارس) الماضي. وسعى المقدم بلحسن الوسلاتي الناطق باسم وزارة الدفاع الى استبعاد «دوافع إرهابية» وراء الحادث «المنفرد والمعزول» الذي وقع خلال تجمع العسكريين صباحاً لأداء «تحية العلم». لكن الناطق رد على استفسارات حول احتمال انتماء مطلق النار إلى مجوعة تكفيرية أو أن يكون مخترقاً من جانبها، بالقول إن «التحقيقات ستظهر هل أن الأمر يتعلق بعمل إرهابي أم لا». وأضاف أن منفذ المجزرة «يعاني مشاكل عائلية واضطرابات سلوكية»، استدعت «إعفاءه من مهامه العملانية وحرمانه من حمل السلاح ونقله إلى منشأة غير حساسة». وتطابق ذلك مع إعلان الناطق باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي أن «الحادث الذي حصل في ثكنة بوشوشة ليس مرتبطاً بعمل إرهابي». واكد الناطق باسم وزارة الدفاع مقتل 7 عسكريين، وإصابة 10 آخرين أحدهم في حال حرجة»، إضافة الى مقتل مطلق النار. وتردد أن بين القتلى ضابط برتبة عقيد، لكن السلطات لم تؤكد ذلك، في حين نقلت تقارير محلية عن مصادر عسكرية أن بين القتلى ضابط برتبة نقيب. وفور سماع دوي إطلاق النار في الثكنة، نشرت وزارة الداخلية فرقة لمكافحة الإرهاب في محيطها، واستعانت بكلاب مدربة لتفتيش السيارات المركونة في المنطقة، كما أخليت مدرسة قريبة وسط حال من الذعر خيمت على سكان الأحياء المجاورة، فيما حلقت مروحيتان عسكريتان في الأجواء. ويأتي هذا الاستنفار في إطار خطة أمنية معدة مسبقاً لمواجهة احتمال تصاعد عنف المجموعات التكفيرية المسلحة التي تخطط لتحويل البلاد الى «أول إمارة إسلامية في شمال أفريقيا»، كما أكدت وزارة الداخلية مراراً. وخلال السنوات الأربع الأخيرة، قتل حوالى 80 من عناصر الأمن والجيش في هجمات نسبتها السلطات إلى «كتيبة عقبة بن نافع» المرتبطة ب «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وتتهم السلطات هذه المجموعة بتنفيذ الهجوم على متحف باردو في آذار الماضي. ويتحصن أفراد «الكتيبة» في جبال في ولايات القصرين وجندوبة والكاف المحاذية للحدود مع الجزائر. وتمكنت السلطات التونسية من قتل قائد الكتيبة الجزائري «لقمان أبو صخر» ومجموعة من رفاقه بعد أيام من الهجوم على متحف باردو.