يتوجه الرئيس محمود عباس الاثنين الى القاهرة لتنسيق المواقف مع الرئيس حسني مبارك في ضوء اقتراح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عقد قمة تجمع الزعماء الثلاثة في منتجع شرم الشيخ الشهر الجاري للاتفاق على تجميد الاستيطان واستئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية. وتسبق زيارة عباس للقاهرة توجه وفد مصري رفيع الى واشنطن لنقل وجهة النظر العربية قبيل طرح التصور الاميركي لعملية السلام. وقالت مصادر مصرية مطلعة إن «نتانياهو أبلغ الرئيس المصري (خلال اجتماعهما اخيرا في القاهرة) انه يواجه خلافات داخل إسرائيل في موضوع تجميد الاستيطان، وأن عقد مثل هذه القمة سيمكنه من اتخاذ قرارات تلقى معارضة داخلية». وأضافت أن القاهرة لم ترد على طلب نتانياهو إلى الآن. وكانت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية نقلت عن مسؤولين في مكتب نتانياهو ان الأخير طرح فكرة عقد قمة بحضور عباس الشهر الجاري في شرم الشيخ خلال لقائه مبارك أخيرا، مضيفين ان القاهرة باشرت جهودا لجمع الفلسطينيين والاسرائيليين الى طاولة المفاوضات، وان هذه الجهود تتم بتنسيق مع الادارة الاميركية. ورأوا ان «ثمة امكان لتحقيق اختراق في شأن استئناف مفاوضات السلام». من جانبه، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة ل «الحياة» امس ان الرئيس عباس سيدرس العرض الاسرائيلي عندما يتلقاه رسمياً، مشدداً على ان مفاوضات مجدية وذات مغزى تتطلب وقف الاستيطان والعودة الى النقطة التي توصلت اليها المفاوضات من دون استثناء اي من قضايا الوضع النهائي. ومن المقرر ان يصل عباس الاثنين الى مصر حيث يستمع لرؤية مبارك إزاء المطلوب في هذه المرحلة، ونتائج لقائه مع نتانياهو. وقال سفير فلسطين في القاهرة، مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية بركات الفرا إن اللقاء سيبحث تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية وتنسيق المواقف الفلسطينية - المصرية من أجل تحريك عملية السلام، مشيراً إلى أن اللقاء يكتسب أهمية كبيرة لانه يسبق زيارة الوفد المصري رفيع المستوى الذي يضم وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ومدير الاستخبارات الوزير عمر سليمان، للولايات المتحدة في 8 كانون الثاني (يناير) الجاري. وأكد الفرا حرص الرئيس الفلسطيني على التشاور مع مبارك قبل سفر الوفد المصري بهدف وضع اللمسات الأخيرة على الموقف العربي الذي سيطرحه الوفد على أركان الإدارة الأميركية قبل زيارة المبعوث الأميركي جورج ميتشل للمنطقة مطلع الشهر المقبل، وقبل طرح الولاياتالمتحدة رؤيتها للسلام. وأكدت مصادر سياسية أن زيارة الوفد المصري لواشنطن ليست فقط للاستماع إلى وجهات نظر الجانب الأميركي، لكنها ستركز على نقل وجهة النظر والرؤية المصرية لسبل تحريك الموقف ودفع عملية السلام في إطار من الأسس والمرجعيات الواضحة، وفي مقدمها مبدأ الأرض في مقابل السلام، ورؤية الرئيس باراك أوباما لإقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية تعيشان جنباً إلى جنب. واضافت ان محادثات أبو الغيط وسليمان مع المسؤولين الأميركيين ستتناول أهمية وضع سقف زمني لمسألة المفاوضات في إطار جهود مصر والولاياتالمتحدة للتوصل إلى حل للقضايا المهمة والنهائية، وأهمها المستوطنات وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني وفقاً لخطوط عام 1967. ومن المقرر ان يقوم ميتشل بجولة في المنطقة قريباً يزور خلالها مصر.