حققت دبي خلال العقد الأخير نمواً اقتصادياً هائلاً إذ شهدت المدينة استثمارات ضخمة في مجال إنشاء البنية التحتية عموماً وفي صناعة السياحة خصوصاً. وعلى رغم أن الركود أثّر بلا شك على توقعات نمو السياحة وبات واضحاً الانخفاض واضح في الإنفاق خلال العطلات وعلى سياحة الأعمال، إلا أنه لا يمكننا اعتبار أن دبي قد تأثرت في شكل كبير بسبب هذا الانخفاض، حيث كانت المدينة تتمتع بمعدلات إنفاق عالية جداً، وأدى الهبوط في هذا المعدل عالمياً إلى انخفاضه في دبي ليعود إلى المستويات المعتدلة. إن البنية التحتية للسياحة في دبي، والتي تتميز بموقع جغرافي متوسط يصل بين الشرق والغرب، ووقوعها على خط سير الرحلات الجوية، وتقديمها عروضاً مثيرة فيما يتعلق بالأنشطة البحرية الفريدة وامتلاكها سواحل بكر رائعة وتوفيرها مأكولات عالمية المستوى إضافة إلى سمعتها المميزة كوجهة للتسوق والاستجمام، من شأن كل هذه الأمور مجتمعة أن تعزز من الإمكانات السياحية الموجودة في الإمارة وقدرتها على الاستمرار في جذب السياح. فضلاً عن موقعها كمحور إقليمي لاستقطاب الأعمال، ما يمكّنها من الاستمرار من الاستفادة من سياحة الأعمال التي تحقق أرباحاً مذهلة. ويلفت ريتو ويتوير، رئيس مجموعة فنادق كمبينسكي، إلى أن «مجموعتنا دخلت سوق الإمارات منذ أكثر من 11 عاماً من خلال فندق واحد يقع على شواطئ إمارة عجمان الخلابة، تلاها دخول سوق إمارة أبوظبي مع افتتاح فندق قصر الإمارات المميز في كل تفاصيله. وقد كانت المجموعة تنتظر الفرصة المناسبة لدخول سوق دبي لتكون جزءاً من النمو واسع النطاق للإمارة التي أصبحت وجهة سياحية مزدهرة، إضافة إلى ركوب موجة التميز في صناعة الضيافة التي طوّرت وفق الرؤية الثاقبة لحاكم دبي. وقد كنا ننتظر الفرصة لاختيار المكان المناسب في الوقت المناسب وذلك كيلا نكون مجرد فندق جديد من دون أن تكون لنا مساهمة فعالة في ازدهار هذه السوق والارتقاء بها». عام 2006، دخلت مجموعة فنادق كمبينسكي سوق إمارة دبي من خلال فندق كمبينسكي مول الإمارات، الذي يضم أكبر منتجع تزلج مغطى في العالم مع منحدرات ثلجية فريدة من نوعها تتميز بإطلالات رائعة. وستفتح المجموعة ثاني ممتلكاتها التي ستضم فندقاً وشققاً فندقية في جزيرة نخلة جميرا قرب فندق أتلاتنس والتي طورتها مجموعة «إميرالد بالاس». وكانت كمبينسكي من أوائل مجموعات الفنادق التي أعلنت عن افتتاح فنادق لها في نخلة الجميرا. ومن المقرر افتتاح كمبينسكي ريزيدنسز بالم جميرا، الذي سيستهدف النخبة من الضيوف، في مطلع، وسيضم مساكن خاصة وشققاً فندقية فاخرة. وأوضح ويتوير أن هذا الفندق «هو أول منتجع شاطئي للمجموعة في دبي ويتناسب مع رؤيتنا بأن تضم مجموعتنا مزيداً من المنتجعات والفنادق الفاخرة خصوصاً في الوجهات السياحية المميزة كدبي، حيث ينبغي أن يكون كل شيء بمستوى تميز المدينة. وأصبح هذا المشروع واحداً من أنجح المشاريع السياحية في الإمارات من حيث تحقيق عائدات تعتبر الأفضل». وعلى غرار مشاريع عدة في منطقة الخليج، شهدت مجموعة كمبينسكي تأخيراً في إنجاز بعض منشآتها التي لا تزال قيد الإنشاء لأسباب عدة، بما في ذلك الوضع العالمي الراهن، إضافة إلى دخول عدد كبير من الفنادق الجديدة والذي دفع المجموعة إلى تبني نظرية «انتظر وراقب» وذلك للتعلم من تجاربها، حيث تثق المجموعة بأن هذه الاستراتيجية تعتبر الأفضل في مراحل معينة لتحديد الخطوات المستقبلية من أجل تحقيق مصلحة الأطراف المنتفعة.