إسلام آباد، كابول، نيويورك - أ ف ب، رويترز، يو بي أي - قتل ثلاثة متمردين في غارة جوية ثانية شنتها طائرة استطلاع أميركية تعمل من دون طيار خلال 24 ساعة على آلية اقلتهم لدى عبورها قرية غوديخيل التي تبعد 15 كيلومتراً شرق ميرانشاه كبرى مدن اقليم شمال وزيرستان القبلي شمال غربي باكستان وأوضح مسؤول أمني ان «هويات الناشطين القتلى لم تعرف، على غرار احتمال استهداف هدف مهم في المنطقة لدى وقوع الهجوم»، علماً ان مقاتلو حركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة» ومجموعة حقاني ينشطون في الإقليم. وكانت غارة استهدفت ليل اول من امس مخبأ للمسلحين، أسفرت عن مقتل 5 منهم، علماً ان الولاياتالمتحدة تكثف الغارات حالياً على شمال غربي باكستان، والتي أدت الى مقتل وجرح مئات من الأشخاص بينهم عدد كبير من المدنيين . وفي اقليم باجور القبلي ايضاً (شمال غرب)، سقط 5 أشخاص بينهم زعيم قبلي يدعى ساردار مالك شالي، في انفجار قنبلة جرى التحكم بها من بعد زرعت إلى جانب طريق في منطقة ماندال بتهسيل سالارزاي. وفي منطقة لاكي ماروات (شمال غرب)، قتل 25 شخصاً على الأقل في هجوم نفذه انتحاري خلال مباراة للكرة الطائرة، فيما احبطت قوات الأمن الباكستانية محاولة تفجير لأعمدة اساسية للكهرباء باستخدام 41 عبوة مصنعة في روسيا في منطقة شيكوبورا بإقليم البنجاب المحاذي للحدود مع الهند. على صعيد آخر، أصيبت الحياة في كراتشي، العاصمة التجارية لباكستان، بالشلل تقريباً بعد دعوة قادة سياسيين ودينيين الى الإضراب احتجاجاً على قتل مهاجم انتحاري 43 شخصاً انضموا الى موكب للشيعة الإثنين الماضي. وأعلنت طالبان الباكستانية مسؤوليتها عن الهجوم، وهددت بإراقة مزيد من الدماء، ما يزيد القلق من تنامي العنف، في وقت يواجه الرئيس آصف علي زرداري وضعاً حرجاً بسبب التوتر السياسي الناتج من امكان تجديد اتهامات الفساد الموجهة الى بعض مساعديه. وزاد القلق اعلان الأممالمتحدة اول من أمس عزمها سحب بعض موظفيها الدوليين من باكستان لاعتبارات أمنية، علماً ان وزير الداخلية رحمن مالك صرح خلال زيارة لكراتشي امس بأن «الجماعات المتشددة تضر بباكستان» التي تحتاج واشنطن إلى مساعدتها من اجل تحقيق الاستقرار في دولة أفغانستان المجاورة. وأضاف: «إنهم قتلة مأجورون. أنهم أعداء باكستان والإسلام». وأظهرت مذبحة كراتشي مدى قدرة المتشددين على الخروج من معاقلهم في مناطق القبائل المحاذية للحدود مع افغانستان والوصول إلى المدن الكبرى. وفي نيويورك، اعلن مارتين نسيركي الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان الأخير سيمنح لجنة التحقيق الخاصة باغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو عام 2007، ثلاثة اشهر اضافية لتقديم تقريرها. وبدأت اللجنة التابعة للأمم المتحدة تحقيقاتها في الأول من تموز (يوليو) الماضي، وكان مقرراً ان تقدم تقريرها اول من امس، لكن بان قرر ارجاء الموعد الى 31 آذار (مارس) 2010. وأوضح نسيركي انه «نظراً الى كمية المعلومات التي جمعتها اللجنة في باكستان، والتحليل الذي يجب القيام به، فإن اعضاء اللجنة طلبوا مزيداً من الوقت لإنهاء تقريرهم». وتتألف اللجنة من ثلاثة اعضاء، ويترأسها سفير تشيلي في الأممالمتحدة هيرالدو مونوز، وهي مكلفة «بالتحقيق في وقائع الجريمة وملابساتها»، ولا يشمل اختصاصها «المسؤولية الجنائية للمرتكبين» التي تبقى من اختصاص السلطات الباكستانية وحدها. وكان رجل اطلق النار على بوتو خلال مهرجان انتخابي نظم في روالبيندي في 27 كانون الأول (ديسمبر) 2007 لدى خروجها، قبل ان يفجر نفسه.