هونولولو (الولاياتالمتحدة)، لندن - أ ف ب، رويترز - أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيلتقي في واشنطن الثلثاء قادة أجهزة الأمن، بعد اطلاعه على تقارير وردت عن محاولة تفجير شاب نيجيري يدعى عمر فاروق عبد المطلب طائرة أميركية عبوة على متن طائرة أجرت رحلة من أمستردام الى ديترويت في يوم عيد الميلاد، تنفيذاً لمخطط تبناه «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب». وأشار بيان البيت الأبيض الى أن أوباما الذي يمضي عطلة في هاواي حالياً «تبلغ بمجريات التحقيق مع الشاب النيجيري، وسيناقش مع المسؤولين الأمنيين المعنيين ومسؤولين آخرين في إدارته التحسينات التي يجب اتخاذها في مجال الأمن وتبادل المعلومات». وتحدث الرئيس الأميركي أول من أمس مع وزيرة الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو وكبير مستشاريه لمكافحة الإرهاب جون برينان، علماً أنه أكد الثلثاء الماضي أن فشل أجهزة الأمن الأميركية في كشف محاولة الهجوم على الطائرة «غير مقبول بتاتاً»، منتقداً «الإخفاقات البشرية والنظامية في وكالات الأمن الأميركية، إذ كان يجب أن تدرس المعلومات المتاحة لخبراء الاستخبارات». وأمر الرئيس الأميركي بإجراء تحقيقين، الأول حول نظام لائحة الأشخاص الممنوعين من الصعود الى طائرات متجهة الى الولاياتالمتحدة، والثاني حول طريقة تمرير عبد المطلب العبوة وحملها الى الطائرة، على رغم إجراءات الأمن المشددة في مطار أمستردام. الى ذلك، أعلن دنيس بلير المسؤول عن الاستخبارات الأميركية أن وقف الهجمات سيكون أصعب في المرحلة التالية، بعدما نجح تنظيم «القاعدة» في تعميق معرفته بالنظام الأمني الأميركي وأساليب اختراقه. وفي بريطانيا، أعلن رئيس الوزراء غوردن براون أن حكومته تراجع أمن المطارات وإجراءات تفتيش الركاب بعد محاولة التفجير الفاشلة التي نفذها عبد المطلب، وتعمل عن كثب مع الولاياتالمتحدة ودول أخرى على تحسين عملية تبادل المعلومات عن المشبوهين بالإرهاب. وكتب براون في مقال نشر على موقع الحكومة البريطانية: «سندرس بالتعاون مع الولاياتالمتحدة تقنيات جديدة لتعزيز أمن المطارات مثل أجهزة المسح الكامل (سكانر) لأجسام الركاب، وكشف آثار المتفجرات وتقنية الأشعة السينية المتطورة»، علماً أن هولندا ونيجيريا اللتين مر الشاب النيجيري عبر مطارين فيهما أعلنا أول من أمس انهما سيستخدمان أجهزة مسح كامل لأجسام الركاب، فيما يقتصر الاستخدام الحالي لأجهزة المسح الكامل للجسم على 19 مطاراً أميركياً، وهو إجراء اختياري أما البديل فالتفتيش الذاتي. وأضاف براون: «القاعدة وأتباعها مستمرون في سعيهم لتلقين آلاف الشبان في أنحاء العالم الرغبة الجامحة بالقتل والتسبب بإعاقات، ما يعني أن العقد الجديد يبدأ كما العقد الماضي بمناخ من الخوف أوجده تنظيم القاعدة». وأوضح أن بريطانيا تعرف بوضوح أن عبد المطلب اتصل ب «القاعدة» في اليمن بعد مغادرته لندن التي درس فيها بين عامي 2005 و2008، «لكن نحتاج الى أن نبقى يقظين لفكرة تلقين الناس الفكر المتشدد داخل البلاد وفي الخارج، خصوصاً اليمن الذي يعتبر حاضن للإرهاب وملاذاً آمناً له». وحذر من أن «أعداء الديموقراطية والحرية الذين يحاولون الآن نشر الموت والدمار في اليمن وغيره من البؤر المعروفة للإرهاب الدولي مثل باكستان وأفغانستان يخفون المتفجرات في شكل يزيد صعوبة رصدها». وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» كتبت هذا الأسبوع انه «إذا ثبت أن عبد المطلب لُقّن الفكر المتشدد في بريطانيا فسيظهر ذلك أن بريطانيا الحليف الوثيق للولايات المتحدة تشكل مصدر خطر كبير على المجتمع الأميركي»، علماً أن براون شدد على أن بلاده من أكثر البلاد التي تشدد القيود على حدودها، إذ منعت أكثر من 180 شخصاً من الدخول لأسباب أمنية، وبينهم عبد المطلب نفسه في أيار (مايو) الماضي حين حاول الالتحاق بجامعة وهمية. وأضاف: «نحقق في هوية 135 مليون راكب لدى دخول البلاد أو الخروج منها، لكن يجب أن تعمل الأمم كلها معاً بشكل عاجل لمعرفة كيفية تعزيز الإجراءات الحالية. ورأى رئيس الوزراء البريطاني أن مؤامرة ديترويت التي «فشلت لحسن الحظ تشكل تحذيراً جديداً من المعارك الجارية التي يجب أن نخوضها ليس من أجل الحماية من الإرهاب فقط، بل أيضاً من أجل كسب قلوب وعقول جيل».