عادت قضية نقص الأسفلت مجدداً خلال العام الحالي، ما دفع لجنة المقاولين في غرفة الرياض إلى رفع شكوى إلى وزارة التجارة والصناعة ضد شركة «أرامكو السعودية»، لعدم تجاوبها خلال المرحلة الماضية لتوفير مادة الأسفلت، على رغم إعلان الشركة زيادة انتاجها، لتلبية حاجة السوق. وقال رئيس لجنة المقاولين في غرفة الرياض فهد الحمادي ل«الحياة» إنه بسبب تعثر عدد من مشاريع المقاولين في قطاعي مشاريع المياه والصرف الصحي، ومشاريع الطرق وتوقفها بسبب عدم توافر مادة الأسفلت، وتكبد المقاولون العاملون في تلك المشاريع خسائر كبيرة، لافتاً إلى أن هذا الموضوع أصبح يمثل معاناة كبيرة للمقاولين في مختلف مناطق المملكة. وأضاف: «لا يوجد نقص في مادة الأسفلت، وهي متوافرة بشكل كبير، ولكن الانتاج يتم تصديره من جانب عدد من التجار في السوق السوداء من الباطن، ما جعلنا نتجه الى وزارة التجارة بشكوى نطالب فيها بضرورة إيقاف تصدير هذه المادة الى الدول المجاورة، خصوصاً في ظل حاجة المشاريع الكبيرة إلى مادة الأسفلت»، لافتاً إلى أن إيقاف تصدير الحديد والأسمنت لعب دوراً كبيراً في تسهيل تنفيذ المشاريع السعودية. وتابع الحمادي قائلاً: «هناك مدن عدة في المملكة توقفت المشاريع فيها وبقيت شوارعها محفورة بسبب نقص مادة الأسفلت، وذلك في كل من الرياضوالشرقية وجازان والمدينة المنورة وغيرها من المناطق الأخرى». وأكد «أن هناك تلاعباً في بيع مادة الأسفلت، إذ يتم تصديرها إلى الدول المجاورة تحت أسماء وبطرق مختلفة، يقوم بها التجار في السوق السوداء»، مشيراً إلى أنه سبق رفع خطابات الى شركة «أرامكو»، وتم الاجتماع مع المسؤولين فيها ولم نجد تجاوباً أو اهتماماً بهذا الموضوع. من جهته، قال المقاول عبدالرحمن المعتق إن هناك عدداً من المشاريع الخاصة بسفلتة الشوارع والمياه والصرف الصحي في عدد من أحياء مدينة الرياض توقفت بسبب نقص الأسفلت وعدم توافره، مشيراً الى ان تصدير هذه المادة الى الدول المجاورة يعتبر السبب الرئيسي في نقصها من السوق السعودية. واعتبر في تصريحات ل«الحياة» أن إيقاف تصدير الأسفلت مثل الأسمنت والحديد هو الحل لتوفير المادة حتى يتم تنفيذ المشاريع المتوقفة، لافتاً الى ان الكثير من المواطنين يشتكون دائماً من عدم سفلتة الشوارع القريبة من منازلهم. وكانت وزارة النقل أكدت أخيراً أن 90 في المئة من التأخير في المشاريع يأتي من نقص الأسفلت، في الوقت الذي أكدت فيه «أرامكو» التزامها بآلية معينة تحقق العدالة في التوزيع، مشيرة إلى عزمها مضاعفة إنتاجية مصفاة رأس تنوره لتصل الى 48 ألف برميل يومياً حالياً، في مقابل 24 ألفاً في الفترة الماضية، في الوقت الذي تبادل مقاولون في المنطقة الشرقية، مع شركة أرامكو، وبحضور ممثلين عن وزارتي النقل، والشؤون البلدية والقروية، ومصلحة الجمارك، الاتهامات بشأن المسؤولية في نقص الأسفلت في الأسواق. من جهتها، قالت شركة أرامكو الشهر الماضي، إن هناك استعدادات صناعية مبكرة تجريها حالياً لمواكبة الطلب على مادة الأسفلت في مواسم الذروة المتوقعة الصيف المقبل. وبينت أن إمداداتها من منتج مادة الأسفلت للسوق المحلية، حققت أرقاماً قياسية خلال العام الماضي، إذ زودت عملاءها بما يقارب من 21 مليون برميل، بزيادة قدرها 26 في المئة في الإمداد عن العام الذي قبله.