تحت عنوان عريض من كلمة واحدة هي «السراب»، يمكن أن نُلخّص رحلة الهلال في العام الحالي، الفريق «الأزرق» الذي كان في كل مرة قريباً من شيء، بات أقرب ما يكون اليوم من خسارة كل شيء، فال«زعيم» الذي بلغ في موسمه الحالي النهائي الآسيوي، ونهائي كأس ولي العهد، وتقدم أكثر من مرة في غمار سباق لقب الدوري سقط في كل المنعطفات. واليوم يقف الهلال على بعد مباراتين فقط من خسارة كل المنافسات التي خاضها في الموسم الحالي، فبعد أن سقط في ذهاب البطولة الآسيوية أول من أمس أمام مُضيفه بيروزي الإيراني بهدف نظيف، بات مطالباً (الأربعاء) المقبل بالفوز عليه بفارق أكثر من هدف، وفي آخر مشاركة يلتقي الهلال ضيفه الاتحاد في نصف نهائي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، سقوط الهلال في تلك المباراتين يعني أن «الأزرق» وللمرة الأولى في السنوات ال10 الأخيرة يودّع المنافسات من دون بطولة أو تأهل آسيوي على أقل تقدير، ليقف على أحد أسوأ مواسمه. ويبدو أن الهلال وعلى رغم القدرات الفنية العالية التي أثبتها لاعبوه في أكثر من مباراة ما زال يدفع ثمن سقطات البداية والخروج الآسيوي من نهائي البطولة القارية، التي كان اللاعبون إضافة إلى جماهيرهم يصبون جُل تركيزهم عليها، قبل أن يخسر الفريق اللقب وسط أخطاء تحكيمية زادت من انفعال اللاعبين. وعانى الهلال في الموسم الحالي من مشكلات مختلفة تحمّل جُلّها الجهاز الفني السابق للفريق بقيادة الروماني ريجيكامب، الذي خسر معه الفريق جُل النقاط التي ضاعت في سباق الدوري، قبل أن يخسر بقيادته نهائي كأس ولي العهد، ونجح المدرب الجديد للفريق الروماني دونيس في استعادة شيء من مستوى الفريق بعد أن قاده في 10 مباريات متتالية من دون خسارة وبتعادل وحيد، قبل أن يخسر مرتين. لكن عقبات الماضي وعناء الموسم الطويل الخاوي تفجّرت في مواجهة الغريم النصر في «دربي» العاصمة، إذ دفع غضب اللاعبين ثلاثة منهم إلى الحصول على البطاقة الحمراء، إضافة إلى إيقاف لاعب الفريق سالم الدوسري ست مباريات إثر تهجمه على حكم المباراة. واتضح في الفترة الأخيرة عجز لاعبي الهلال عن التأقلم مع الأخطاء التحكيمية، بعد أن كان حكم لقاء ال«دربي» أثار غضبهم باحتساب هدف اعترض عليه اللاعبون بداعي التسلل، وتجاهل احتساب ركلة جزاء طالبوا بها، ورافقهم الأمر ذاته في اللقاء الآسيوي بعد أن كان حكم المباراة الماليزي ألغى هدفاً صحيحاً للهلال وتجاهل طرد حارس مرمى المستضيف، الذي أبعد الكرة عن مرماه بعد أن اعترض طريقها بيده خارج منطقة الجزاء، لتنتهي المباراة بخسارة الفريق وطرد لاعبه سلمان الفرج. الأزمات الهلالية المتلاحقة والضغوط التي خلّفتها الأنباء عن الأزمة المادية التي يعيشها الفريق، إضافة إلى خسارة البطولات والعجز عن الظهور في الصورة المطلوبة في المنعطفات المهمة تحوّل إلى غضب مكبوت ينتظر صافرة ظالمة لينفجر ما اتضح غير مرة. وينتظر أن يتصدر الدور الإداري والإعداد النفسي المشهد الهلالي في الفترة المقبلة قُبيل اللقاء الآسيوي ونصف نهائي كأس الملك، ما يعني أن انفعال اللاعبين سيزيد من الأسئلة المطروحة على الجهازين الفني والإداري ودورهما في تحضير اللاعبين، خصوصاً قُبيل المباريات الكبيرة.