كشفت استطلاعات لرأي أكثر من 500 شاب وفتاة، أن 79 في المئة، من الشبان السعوديين لا يمتلكون أدوات الحوار والمساءلة للمسؤولين في الجهات الحكومية، في حين صوّتوا على أن 79 في المئة من الشبان قادر على التكيف مع متطلبات الحياة، ورأى 15 في المئة من الحضور أن الشبان لا يمتلكون تلك القدرة، فيما كانت 6 في المئة من الأصوات لا تعلم. وشهد منتدى الغد، الذي افتتح أول من أمس، ويستمر حتى يوم غد (الثلثاء)، طرح ثلاثة أسئلة، تم التصويت عليها من خلال أجهزة «الريموت كنترول» على جميع طاولات الحضور، إذ دار السؤال الثالث حول امتلاك الشباب لثقافة العمل غير المكتبي (العمل الميداني)، فصوّت الحضور بنسبة 89 في المئة، على أن الشبان السعوديين لا يمتلكون ثقافة العمل الميداني. وانتقد عدد من الطلاب والطالبات المشاركين ثقافة رب العمل في السعودية التي تعتمد على الربح من خلال الأجور الأقل، فيما ناقشت الطالبة بكلية دار الحكمة ماريا المهدلي قيادة المرأة كحل لمشكلة مجتمعية، قائلة: «المجتمع السعودي مجتمع منفتح، والمرأة دخلت في كثير من المجالات وأصبحت عنصراً مهماً فكيف لها أن تذهب إلى العمل مع سائق تسبب في عدد من المشكلات؟ كما تساءلت الطالبة هداية غباش في مداخلتها قائلة: «الإسلام فرض علينا الحجاب فلم فرضه طالما أننا سنجلس في البيت؟». وتحولت قاعة نيارة للمؤتمرات في الرياض، إلى احتفال شبابي مميز عشية افتتاح «منتدى الغد 2009»، الذي يعقد في دورته الأولى بعنوان: «نحن والشباب شراكة»، ورعى أمير منطقة الرياض بالإنابة الأمير سطام بن عبدالعزيز حفلة افتتاح المنتدى نيابة عن راعي الحفلة أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز. من جهتها، وجّهت رئيس مجلس إدارة شركة نيارة للمؤتمرات (الجهة المنظمة للمنتدى) رئيس «منتدى الغد 2009» الأميرة نوف بنت تركي بن فيصل، كلمة للشبان قالت فيها: «أنتم يا ركيزة تنميتنا، اليوم وغداً، يا شبابنا الذين تسابقوا إلى لقائنا إيماناً منهم أن أوكسجين حياة الفكر هو الوعي، وأن ماء الحياة هو العلم والتعلم، وديمومة غذاء الروح هي إرادة وعزيمة وتفاؤل المؤمن بالله المبادرة بالله بالعمل»، مضيفة: «ها هو «منتدى الغد» يناديكم أبناءنا (نحن وإياكم شراكة)، نحن وطنكم، نحن مجتمعكم، نحن أسرتكم، نحن مؤسساتكم العامة والخاصة، منكم الفكر والإبداع، وبكم العمل والريادة، ومنا الاحتواء والمبادرة، شراكة شراكة». في المقابل، قالت وزيرة التربية والتعليم العالي في لبنان بهية الحريري: «هنا في السعودية حيث يلتقي الشباب العربي والإسلامي والعالم من أجل بناء غدهم»، منوهةً إلى أنه ليس مصادفة أن تكون السعودية في المرتبة الأولى من خيارات الشبان حين يفكرون في ترك أوطانهم بحثاً عن فرص عمل تساعدهم على بناء مستقبلهم. ونوهت الحريري بأن الشباب وجدوا في المملكة كل الحب والبركة والشراكة والحماية»، موضحة: «هذا يعني أن في هذه الأرض المباركة تبنى الشراكة الحقيقية بين الشباب والواقع من أجل الغد الآمن والمستقر والمزدهر». وشهدت حلقة النقاش الأولى تصويتاً من الحضور حول سؤال نصه: «هل تجد ضعفاً في مشاركة الشباب في مواجهة التحديات؟»، فجاءت النتيجة أن 55 في المئة، من الحضور كان يرى أن الشباب السعودي قادر على مواجهة التحديات، في حين البقية أن الشباب غير قادر على مواجهة التحديات. وتحدث في اليوم الثاني، (أمس) بعدها نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور بندر الحجار عن مشاركة الشباب في صنع القرارات المجتمعية متقمصاً شخصيتين، الأولى شخصية مسؤول تقليدي نمطي محافظ في جهاز تنفيذي والثانية شخصية شاب مؤهل وطموح ذي اطلاع واسع وعميق ويتطلع للتطوير، مبيناً من خلال حوار الشخصيتين اختلاف المفاهيم والمنطلقات، مؤكداً أننا بحاجة إلى تغيير الثقافة، سواء ثقافة الشباب نحو المشاركة، أم ثقافة المجتمع تجاه مشاركة الشباب.