واشنطن، جاكرتا – خدمة «نيويورك تايمز»، أ ف ب، رويترز، يو بي آي - اعترفت مصادر الاستخبارات الأميركية انها كانت تعلم بأن تنظيم «القاعدة» يحضر ل «مفاجأة في عيد الميلاد»، لكنها لم تتمكن من رصد محاولة الاعتداء الفاشلة على الطائرة الأميركية ولا منفذها. وأظهرت محاولة تفجير الطائرة المتجهة من أمستردام الى ديترويت يوم الجمعة الماضي، قدرة فروع تنظيم القاعدة خارج باكستانوأفغانستان على استهداف الولاياتالمتحدة بشكل مباشر. وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس، أن المسؤولين الأميركيين عبروا في السابق عن قلقهم من قدرة فروع القاعدة في أفريقيا الشمالية واليمن والعراق والمجموعات الإسلامية في الصومال، ذات الصلات مع التنظيم، على مهاجمة أهداف غربية في أماكن تواجدها، غير أنهم كانوا واثقين من أن هذه المجموعات، على عكس تنظيم «القاعدة» غير قادرة على استهداف الولاياتالمتحدة مباشرة. غير أن هذا التقييم تغيّر بعدما أعلن مسؤولون استخباراتيون أميركيون أن عملاء «القاعدة» في اليمن دربوا وجهزوا الشاب النيجيري، الذي تمكن من اختراق الإجراءات الأمنية في المطار في هولندا وحاول تفجير عبوة على متن الطائرة المتجهة إلى ديترويت. وقال ريتشارد باريت، وهو مسؤول استخباراتي بريطاني سابق يعمل حالياً في مراقبة تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان» لمصلحة الأممالمتحدة ان «ثقة القاعدة في شبه الجزيرة العربية ازدادت، ويبدو أنها تطور قدرة تتجاوز الأقطاب الأخرى في القاعدة». ويظهر التطور الجديد المتعلق بمحاولة تفجير الطائرة ضرورة اتباع الولاياتالمتحدة سياسة جديدة تحميها من الهجمات التي قد تقوم بها مجموعات القاعدة المنتشرة في عدة مناطق، ما يفرض عليها التوصل لسياسة جدية تتجاوز إرسال 30 ألف جندي جديد إلى أفغانستان وتشديد الضغط على باكستان للقضاء على قادة تنظيم «القاعدة» في الملاجئ التي يتخذونها في المناطق القبلية. ونشر مسؤولون فيديراليون أميركيون الشهر الماضي، تقريراً بشأن توجيه تهم إلى أشخاص جندوا حوالى 20 شاباً يحملون جوازات سفر أميركية في منظمة «شباب» الصومالية المرتبطة ب «القاعدة»، ويخشى المسؤولون من استخدام أولئك الشبان في تنفيذ هجمات داخل الولاياتالمتحدة على رغم عدم وجود دليل حول ذلك بعد. كما أن حلفاء «القاعدة» في شمال أفريقيا قاموا بسلسلة من التفجيرات وعمليات الخطف في الأشهر الأخيرة، ما يوحي أن التنظيم الذي يتخذ من الجزائر مركزاً له بات أكثر فتكاً. ورصد المسؤولون الأمنيون انتقال عشرات المقاتلين من باكستان إلى الصومال واليمن، وتتواصل الجماعات «الإرهابية» في هذه المواقع الثلاثة بشكل أكبر وتنسق جهودها. ونقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤول أميركي في مجال مكافحة الإرهاب رفض الكشف عن اسمه أن تنظيم «القاعدة» المركزي في المناطق القبلية في باكستان يعطي الإرشادات الاستراتيجية إلى فروعه الإقليمية، لافتاً إلى أن العلاقة بين التنظيمات ليست يومية وتكتيكية. وأشار خبراء مكافحة الإرهاب الأوروبيون والأميركيون إلى أن قدرات فروع القاعدة لا تزال محدودة، إذ أظهر التقرير الهولندي بشأن محاول تفجير الطائرة أن التخطيط كان محترفاً شيئاً ما، غير أن التنفيذ كان هاوياً. وغالباً ما ترتبط قوة المجموعة بشخصية قائدها، إذ أدى مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» في بلاد الرافدين أبو مصعب الزرقاوي إلى تراجع قوة التنظيم في العراق. وتسعى الولاياتالمتحدة حالياً إلى مواجهة فروع «القاعدة» من طريق تعزيز التعاون مع اليمن لمكافحة التنظيم هناك. من جهة أخرى، قال مسؤول بارز في الاستخبارات لشبكة «سي بي اس» الإخبارية ان الأجهزة الأميركية «كانت تعرف ان القاعدة تحضر لمفاجأة بمناسبة عيد الميلاد». وأضاف: «كنا على علم بهذا الأمر منذ أشهر عدة ولكننا لم ننجح في إجراء الربط المناسب وتوقع ما الذي سيحصل». وأشار المسؤول الذي رفض كشف اسمه الى ان المشكلة تكمن في ان المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، المكلف تحديث لائحة الأشخاص المشتبه بارتباطهم بالإرهاب، «يتلقى ثمانية آلاف رسالة يومياً». وأضاف انه قبل الهجوم «لم يتوافر لدينا اي عنصر» يشير الى ان هناك اعتداء وشيكاً «فاعتقدنا ان القاعدة لا تزال في مرحلة التحضير له». البيت الأبيض يرد على انتقادات تشيني على صعيد آخر، ردّ البيت الأبيض على انتقادات الجمهوريين الذين يتهمون إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بالقيام برد فعل ضعيف تجاه محاولة تفجير الطائرة، وخص بالرد نائب الرئيس السابق ديك تشيني الذي اتهمه بالتركيز على انتقاد الإدارة بدل إدانة المهاجمين. وكتب مدير الاتصالات في البيت الابيض دان فايفر أن تشيني كان بعيداً من الواقع في قوله إن الرئيس باراك أوباما «يحتاج ان يدرك أننا في حرب»، لافتاً إلى أن أحداً لا يدرك هذا الواقع القاسي أكثر من الرئيس أوباما. واتهم تشيني أوباما بأن ردة فعله على محاولة الهجوم الإرهابي الفاشلة كانت ضعيفة و «لم يعترف بأننا في حرب». إنذار خاطئ في بالي الى ذلك، أفاد بيان صادر عن السفارة الأميركية في جاكرتا نقلاً عن حاكم منتجع بالي في إندونيسيا بأن الجزيرة تواجه خطر التعرض لهجوم ليلة رأس السنة (امس)، لكن مكتب الحاكم نفى الإدلاء بمثل هذا التصريح. ونقل البيان عن مادي مانكو باستيكا حاكم بالي قوله في رسالة وزعتها هيئة السياحة في الجزيرة: «هناك ما يشير إلى احتمال وقوع هجوم في بالي الليلة. لكن رجاء لا تفزعوا بل اجعلوا نظام أمنكم على أهبة الاستعداد.» ونفى بوتو سوارديكا رئيس العلاقات العامة في مكتب حاكم بالي إدلاء الحاكم بمثل هذا التصريح.