أعلن الناطق باسم التحالف العربي الذي تقوده السعودية أمس، استئناف الغارات الجوية على اليمن، لأن «المتمردين الحوثيين انتهكوا الهدنة الإنسانية المعلنة من خمسة أيام». وقال العميد أحمد عسيري إنهم (الحوثيون) «لم يحترموا الهدنة الإنسانية. لذلك نقوم بما يجب القيام به». من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، أن واشنطن أيدت تمديد هدنة إنسانية، لكنه أضاف أن تحركات المقاتلين الحوثيين جعلت ذلك صعباً. وقال كيري في سيول: «نعرف أن الحوثيين نقلوا بعض منصات إطلاق الصواريخ إلى الحدود، وبموجب قواعد الاشتباك فإن أي طرف يتحرك استباقياً يكون خرق اتفاق وقف إطلاق النار. إن السعودية قامت بتحرك بموجب قواعد الاشتباك. نواصل دعم فكرة تمديد الهدنة ولكني أعتقد أنه في ظل الملابسات الحالية سيكون ذلك صعباً». ومنذ الثلثاء التزمت القوات التي تقودها السعودية والمقاتلون الحوثيون الى حد كبير وقف إطلاق النار الذي يهدف الى توصيل الغذاء والوقود والمؤن الطبية إلى ملايين اليمنيين المحاصرين في الصراع منذ بدأ التحالف ضرباته الجوية. لكن اشتباكات متقطعة استمرت، وقال سكان إن 15 على الأقل قتلوا ليل السبت في مدينتي تعز والضالع. وشن التحالف ليل الأحد- الإثنين غارات على مواقع المتمردين، في عدن الجنوبية، على ما أفادت مصادر عسكرية وشهود. أسفرت عن تدمير مركبتين للحوثيين في حي التواهي، كما تم تدمير ثلاث مركبات أخرى في حي خور مكسر في المدينة نفسها. ولم يتسن للمصادر تحديد حصيلة الضحايا البشرية. وشنت طائرات التحالف غارتين بعد انتهاء الهدنة بساعة واحدة، أي حوالى منتصف ليل الأحد- الإثنين بتوقيت اليمن. واستهدفت غارة أولى مبنى القصر الجمهوري، فيما استهدفت الثانية موقعاً لقوات الأمن الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح المتحالف مع الحوثيين. وكانت تلك أولى الغارات التي تسجل في اليمن بعد انتهاء سريان الهدنة عند الساعة 20:00 (ت.غ.)، وتبعتها خلال الليل غارات أخرى. وبدأت الهدنة مساء الثلثاء بمبادرة من السعودية التي تقود تحالفاً عربياً شن منذ 26 آذار (مارس) حملة جوية ضد المتمردين الذين يواجهون على الأرض أيضاً أنصار الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي لجأ الى السعودية. وقال مصدر ديبلوماسي غربي إن السعوديين «رأوا أن الحوثيين استفادوا من الهدنة لإعادة نشر قطع من المدفعية وقاذفات الصواريخ بالقرب من الحدود مع المملكة. وهذا يشكل انتهاكاً مباشراً لوقف النار». وكان المبعوث الدولي الجديد إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد دعا الأحد في الرياض لدى افتتاح مؤتمر «إنقاذ اليمن» الذي تشارك فيه أطراف يمنية في غياب الحوثيين، إلى تمديد الهدنة الإنسانية خمسة أيام. ميدانياً، استمرت المواجهات على الأرض بين الحوثيين وخصومهم المؤيدين للرئيس عبدربه منصور هادي في عدن وتعز، على ما أفاد سكان من المدينة. وفي محافظة الضالع الجنوبية، قتل 12 مسلحاً من الحوثيين وأصيب عدد آخر في هجوم ل «المقاومة الشعبية» المؤيدة لهادي على مقر اللواء 33 مدرع الموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح، والواقع في شمال مدينة الضالع. وأفادت مصادر عسكرية يمنية بأن مقاتلي «المقاومة الشعبية» استخدموا في الهجوم قذائف «آر بي جي» وأسلحة رشاشة، وأسفر الهجوم عن تدمير دبابة ومدفع وأربع مركبات عسكرية. وفيما يسود الهدوء صنعاء، ازدادت المخاوف على الوضع الإنساني بعد انتهاء الهدنة في العاصمة وفي سائر أنحاء البلاد. وقالت مجموعة من التنظيمات المناهضة للحوثيين في تعز، إن «الوضع الميداني منذ بداية ما سمي بالهدنة الإنسانية والتي لم نجد لها في تعز أثراً بل زاد الوضع سوءاً، تضاعفت ضراوته (مع) قصف ميليشيا الحوثي وصالح الأحياء والحارات ليسقط ضحايا مدنيون تجاوز عددهم العشرات من الشهداء». وذكرت التنظيمات في بيان، أن «الوضع الإنساني أصبح يمثل كارثة ونكبة ولم يتحقق من الهدنة ما يخفف من ذلك على المواطن، بل يخدم الميليشيات التي أخذت تعد جاهزيتها التدميرية وتضاعف أعمال القصف والتدمير وإطباق الحصار على المدينة». ويستمر في الأثناء مؤتمر «إنقاذ اليمن» الذي افتتحه هادي الأحد في الرياض بمشاركة الأطراف السياسية اليمنية الموالية له في غياب الحوثيين وعلي عبدالله صالح. وندد هادي الأحد ب «الانقلاب الوحشي الهمجي للميليشيات الحوثية وبصالح». وأكد أن مؤتمر الرياض «هو لكل أبناء الشعب اليمني ولمختلف مكوناته» معتبراً أنه «لا يمكن استثناء أي طرف». وأكد هادي أن هدف المؤتمر هو استعادة الدولة واعداً بأن «الفرج سيكون قريباً».