تردّد دويّ الأعيرة النارية في بلدة كومانوفو شمال العاصمة المقدونية سكوبيا، بعدما بدأ رجال الشرطة المدجّجين بالسلاح، عملية ضد ما وصفتها السلطات بأنها «مجموعة مسلّحة». ودعا رئيس بلدة كومانوفو، زوران داميانوفسكي، الذي ينتمي إلى المعارضة الاشتراكية الديموقراطية، إلى «القضاء على هذه المجموعة واستعادة السلام». وأفاد مسؤول صحي بأن أربعة ضباط أصيبوا بجروح خطرة، فيما أظهرت مقاطع فيديو صوّرت باستخدام هاتف محمول ونشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، انفجاراً واحداً على الأقل أرسل سحباً من الدخان الأسود. وشوهدت مروحية تحلّق فوق المنطقة. ويرجّح أن تزيد الأحداث المخاوف من عدم الاستقرار في الجمهورية اليوغوسلافية السابقة، حيث تتّهم المعارضة الحكومة بتنفيذ تجسّس واسع، وإساءة استغلال السلطة. وبدأت المعارضة احتجاجات صغيرة لكن يومية، للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء المحافظ نيكولا غروفسكي، وهددت بحشد آلاف للتظاهر في 17 الشهر الجاري. ويخشى مراقبون أن يحاول القادة السياسيون من الطرفين تأجيج التوتر العرقي كأسلوب ضغط، علماًً أن الألبان يشكلون نسبة 30 في المئة من سكان مقدونيا التي تضمّ مليونَي شخص. وحمل مسلحون السلاح في 2001، واشتبكوا مع قوات الأمن قبل أن يتوسط الغرب في اتفاق سلام عرض على الأقلية الألبانية مزيداً من الحقوق والتمثيل السياسي. لكن تنفيذ الاتفاق كان بطيئاً، ما يؤدي الى توتر بين حين وآخر. وبغضّ النظر عن المشاكل العرقية، يشعر كثر في مقدونيا بالإحباط من بطء وتيرة النمو والاندماج بالغرب، في ظلّ تعثّر مساعي البلاد للانضمام الى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي (ناتو)، بسبب نزاع طويل الأمد مع اليونان على اسم البلاد.