شيعت جموع غفيرة من أهالي محافظة الأحساء والمنطقة الشرقية، بعد ظهر أمس، أربعة من السياح السعوديين الذين قتلوا في النيجر، إضافة إلى ابن عمهم الذي توفي أمس، في حادثة سير فيما كان متجها إلى الأحساء، للمشاركة في مراسم العزاء.وتقدم جموع المصلين وكيل محافظة الأحساء خالد البراك. كما حضر مندوبون عن زياد آل شيخ، الذين كان القتلى الثلاثة برفقته في رحلة قنص. وهم محمد أحمد المري (57 سنة)، وهو أب لأربعة من الأبناء، ومتقاعد من الحرس الوطني. أما الضحية الثانية فهو حمد سعيد آل نورة المري، وله ابن واحد، وكان يعمل في وزارة الداخلية، والضحية الثالثة هو محمد فرج المري (40 سنة)، وله ستة أبناء، وثلاث بنات، وهو متقاعد من وزارة الداخلية، والرابع عبدالله محمد المري (35 سنة)، وله ثلاثة أولاد وبنتان. كما تم تشيع جنازة حمد سعيد حمد المري، وهو من أبناء عمومة الضحايا، وكان قادما من خارج الأحساء، لأداء واجب العزاء في أبناء عمومته، ولكن القدر حال دون ذلك، إذ توفي في حادثة سير في مدخل محافظة الأحساء. وكانت جثامين المتوفين وصلت مساء أول من أمس، إلى مطار الأحساء الإقليمي، وكان في استقبالها وكيل محافظة الأحساء، ومدير فرع وزارة الخارجية في المنطقة الشرقية، وأهالي المتوفين، ونُقلت الجثامين إلى مستشفى الملك فهد في الهفوف. ولقي المتوفون حتفهم أثناء رحلة صيد مُرخصة بالقرب من قرية جامبالا في النيجر، إذ ترصد لهم عدد من قطاع الطرق، وأطلقوا النار عليهم أثناء تأديتهم صلاة الفجر، ما أدى إلى وفاة كل من محمد حمد المري، ومحمد فرج المري، وحمد سعيد المري، وعبدالله محمد المري، وإصابة زياد عبدالله آل الشيخ، وفرج حمد المري. وأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، بنقل المتوفين والمصابين بطائرة إخلاء طبي، وصلت إلى الرياض مساء أول من أمس. وعبر عدد من ذوي المصابين والمتوفين، عن شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين، على توجيهاته السريعة بعلاج المصابين في مستشفيات المملكة، بعد علمه بالحادثة المأساوية التي وقعت لهم، وعلى ما وجدوه من عناية طبية منذ وصولهم، وحتى هذه اللحظة. وكذلك مواساته بإرسال طائرة تقلهم والجثامين إلى المملكة. وكان وكيل وزارة الخارجية الأمير خالد بن سعود، أكد أن «همنا الوحيد هو الوصول إلى الجناة، وتقديمهم إلى العدالة»، مبيناً أن ما قامت به السفارة السعودية في النيجر هو «جزء من واجبها». وبين أنه «على الصعيد الرسمي؛ كان هناك اتصال من وزيري الداخلية والخارجية مع القائم بالأعمال في سفارة النيجر في الرياض عمر طاهو». وذكر أن «حكومة المملكة لا تترك أبناءها، وتوليهم دائماً العناية، مهما كانت الأحداث». وأضاف أن «وزارة الخارجية لديها خطط وبرامج وإجراءات منظمة، وأن ما اتخذ من إجراءات هو الواجب». بدوره، قام القائم بالأعمال في سفارة دولة النيجر، بالاطمئنان على المصابين، وتقديم العزاء لذوي المتوفين. ونقل تعازي حكومته في الحادثة المأساوية، التي وقعت للمواطنين السعوديين. وأبان أن الجهات الأمنية في بلاده ألقت القبض على عدد من المشتبه في ضلوعهم في هذه الجريمة. وذكر أن التحقيقات «ستثمر عن الكشف عمن يقف خلف هذا الاعتداء».